• اخر الاخبار

    Formations en présentiel de CNAP

    banalitech


     Formations en présentiel

                Le CNAP (Centre Numérique d'Apprentissage Pédagogique) organise, à Rabat, des journées ouvertes de formation en présentiel du 30 janvier au 12 février 2017 (Soit 14 jours).Les places sont limitées à 10 personnes par formation, selon les thématiques disponibles ci-dessous.Chaque inscrit, dans l'une des formations, peut bénéficier de 2 jours de formation (deux matinées ou deux après-midi selon le choix) Au cas où vous seriez intéressé(e)s par cette offre, veuillez consulter les informations relatives à chaque formation.Le choix des personnes qui bénéficieront des formations s’effectuera par le comité d’organisation selon l’ordre d’inscription.

    Pour plus d'information, visitez le lien suivant:

    http://banalitech.com/




    مذكرة بشأن المهرجان الوطني 16 للفيلم التربوي

    المهرجان الوطني السادس عشر للفيلم التربوي


    المذكرة رقم 16-115 الصادرة بتاريخ 14 دجنبر 2016
    بشأن
    المهرجان الوطني السادس عشر للفيلم التربوي

    تكوبن في مساق: أسس التربية السليمة


    أسس التربية السليمة


    نبذة عن المساق:

    تُشكِّل السنوات الأولى فترة التطوُّر الأكثر درامية في حياة الفرد. وفي نفس الوقت، فهي تعتبر السنوات الأكثر ضعفاً في حياته. إذا كان الطفل محاطاً بالتأثيرات الداعمة والإيجابية فمن المرجح أن يكون قادراً على الصمود والازدهار. تعتمد هذه النتائج إلى حدٍ كبير على مدى جاهزية الأُسر والعائلة، وخاصةً مقدمي الرعاية الأولية المعنيين بتقديم الرعاية للأطفال الصغار والاستجابة لهم، بالإضافة الى قدرتهم على إدارة احتياجات أطفالهم من الولادة وما بعدها
    يهدف هذا المساق لزيادة الوعي لدى الآباء والأمهات وغيرهم من مقدمي الرعاية عن الأسس السليمة للتربية. لا يُعنى هذا المساق بما يبدو بديهياً من حيث تربية الأطفال فقط بل يتطرق الى ما تدعمه البحوث والأدلة العلمية.

    يمكنك الولوج إلى موقع التكوين عبر الرابط التالي:

    ديدكتيــك التعليــم الأولــــي

    جميل حمداوي

    ديدكتيــك التعليــم الأولــــي
    الدكتور جميل حمداوي



    تحمــــــــــيل



    تخطيط الوضعيات الديداكتيكية والتدريس: من الأهداف إلى الكفايات


    تخطيط الوضعيات الديداكتيكية والتدريس: 

    من الأهداف إلى الكفايات

    بداية، نحدد مفهوم الوضعيات التعليمية التعلمية ( الوضعيات الديداكتيكية )، ثم مفهوم التخطيط، قبل التطرق إلى الأهداف التربوية القائمة على تخطيط 
    الوضعيات الديداكتيكية أو التعليمية التعلمية، ثم الانتقال من الأهداف إلى الكفايات في التدريس.

    المعايير في التعليم: نماذج وتجارب لضمان جودة التعليم

    المعايير في التعليم
    المعايير في التعليم:
    نماذج وتجارب لضمان جودة التعليم
    / د. محمد الريج
    تقدبم وتلخيص
    بدأ مدخل المعايير يغزو الساحة التربوية عالميا و عربيا ، في سياق العولمة وفي إطار انتشار التنافس المعياري العالمي . إن ما يصيب العالم اليوم في كافة المجالات، يدعو إلى " تعيـير وتجويده". فمتطلبات سوق العمل وحياتنا اليوم عموما ، بما فيها من تقدم علمي وتكنولوجي فائق النوعية، وأثر المعطيات العلمية والتكنولوجية على التعليم ،تفرض على النظم التربوية رفع التحدي ، وتبني شعار التعليم والعلم المتميزين تحقيقاً لجودة مخرجاتها ، والتي تتمثل بمتعلمين مؤهلين أكاديمياً ، أكفاء يمتلكون مهارات نوعية في شتى المجالات، يكونون قادرين على المنافسة في المسابقات والاختبارات الكونية، وقادرين على المنافسة في السوق العالمية ، يحصلون على الفرص التعليمية والوظيفية، و يتفوقون في مجال الابتكار والإبداع ؛ و إلى جانب ذلك يكونون قادرين على مواصلة المسار العلمي الأكاديمي أو التحول إلى سوق العمل .
    وتستخدم المعايير الكمية في كثير من أعمال الصناعة وأعمال التشييد والبناء و الخدمات، ويستوي في هذا الاستخدام للفظة "معيار"، صناعة السيارات والأجهزة والأدوية والأغذية....، كما يستخدم المعيار في الطب وفي الأعمال التجارية والمصرفية، وتنشئ الدول أجهزة معينة "للقياس "، توخياً لضمان جودة الإنتاج، وتحقيق العدل بين أطراف التعامل.
    وسنعمل في دراستنا هذه ، بعد تعريف المعايير في التعليم والتعريف بمنطلقات مدخل المعايير و أصل نشأته ، على عرض نماذج من تطبيقاته على سبيل المثال .
    تعريف المعايير :
    المعايير ) StandardsNormes , (ضرورية لتقدير الكميات والمساحات، والمعدودات... وتستخدم فيها الملاحظة المباشرة، ويستعان في تقديرها بالأجهزة والأدوات التي تعين على ضبط المقادير وتقنينها، استهدافاً للدقة و للوقاية والسلامة... ويستعمل مصطلح "المعيار" في كل ما سبق استعمالاً لغوياً حقيقياً.
    وعرفت المعايير بكونها "النماذج التي يتم الاتفاق عليها و يحتذى بها لقياس درجة اكتمال أو كفاءة شيء ما.إن المعايير ، حسب محمود الضبع ، عبارات وصفية تحدد الصورة المثلى التي نبغي أن تتوفر في الشيء الذي توضع له المعايير ، أو التي نسعى إلى تحقيقها ".( محمود الضبع ( 2006) .
    وثمة نمط آخر للمعيار – حين يعرض في رموز- وذلك عند صياغته في كلمات وجمل. ويتميز هذا النمط اللفظي للمعيار إما بالبساطة والوضوح ،مثل قولنا: "السرعة القصوى على الطريق بين مدينتي الرباط والدار البيضاء 120كم/ ساعة"، فإن من يقرأ مثل هذه اللافتة من السائقين يعرف متطلباتها، وعدم التزامه بما تنص عليه يعرضه للمحاسبة، أو قد يتميز المعيار بالتعقيد والغموض، خاصة عندما يرتبط بجوانب معقدة في النشاط العقلي أو الوجداني للإنسان.
    و انتقل مصطلح المعيار إلى مجالات العلوم الاقتصادية والاجتماعية وبعدها إلى العلوم النفسية والتربوية ؛ حيث يستعمل المصطلح بصورة مجازية، في اختبارات الذكاء وتقويم التحصيل، واختبارات الاتجاهات والميول... كما يستخدم المعيار في تقدير متوسط الدخل، وفي نسبة النماء الاقتصادي، وفي مدى توازن الميزانيات المالية. وفي هذه الحالات يشير المعيار إلى عدد، يمثل متوسط مجموعة أعداد؛ ولكنه لا يشير إلى واقع أو وقائع حيوية، لأنالمعايير الرقمية ليست حقائق؛ وإنما هي "تمثيل رمزي" ، وقد يفيد هذا التمثيل الرمزي في رسم السياسات العامة كأن يقال: معيار القبول للصف الأول الابتدائي هو أن يكون الطفل في سن السادسة من عمره ، وهذا المعيار لا يعني أن الأطفال دون السادسة غير قادرين على التعلم، أو كأن يقال "المعيار" في متابعة الدراسات العليا هو ألا يقل "المعدل التراكمي" لإنجازات الطالب في المقررات المختلفة التي أنجزها عن 3 درجات من درجة نهائية هي 4 ( أو 15على 20 ) وتوصف هذه المعايير بأنها تأشيرية، وليست تعبيراً عن الواقع، أو تجسيماً للوقائع الفعلية .(أحمد المهدي عبد الحليم ، 2005) .
    ومما ساعد انتقال مفهوم المعيار إلى قطاع التعليم ، هو أنه و في ضوء التحديات العلمية والتكنولوجية،أصبحت العملية التعليميةتتحمل مسئولية إعداد أطر المستقبل ، في عالم يتطلب الجودة الشاملة في كل مناحي الحياة ؛ مجتمع ينمو ويتقدم في ظل منافسة يفوز فيها الأقوى ، ويسود بامتلاكه أرقى أنواع التربية والتعليم .
    لذا بدأت الدول المصنعة في وضع توصيف دقيق (عبارات وصفية محددة) ،يضبط ما يجب أن يكون عليه كل مجال من مجالات العملية التعليمية ، وتعتبر هذه العبارات الوصفية بمثابة المستويات المعيارية التي يسعى المسئولون في التعليم للوصول إليها ، لأنها محكات يقاس في ضوئها مستوى التقدم الذي تحققه أية أمة في التعليم..
    ومن هنا يتحدد مفهوم المعايير في التعليم في تعريف تركيبي نجتهد في صياغته على النحو التالي :
    المعاييرمؤشرات رمزية تصاغ في مواصفات / شروط ، تحدد الصورة المثلى التي نبغي أن تتوفر لدى التلميذ (أو المدرسة) الذي توضع له المعايير ، أو التي نسعى إلى تحقيقها، وهي نماذج و أدوات للقياس ، يتم الاتفاق عليها (محليا وعالميا) وضبطها و تحديدها للوصول إلى رؤية واضحة لمدخلات النظام التعليمي ومخرجاته، لغاية تحقيق أهدافه المنشودة والوصولبه للجودة الشاملة.
    خصائص بناء المعايير في التعليم :
    يعتقد المتحمسون للمعايير و لتطبيق مدخل المعايير في التعليم ، أن هناك مبررات كثيرة وراء دعوتهم ، تتمثل في جملة من الخصائص والوظائف التي تميز المفهوم عن غيره من المفاهيم الأساسية ، التي وظفت لحد الآن في بناء المناهج وفي تطوير العملية التعليمية بشكل عام ، و يقدم محمود الضبع تحديدا دقيقا لتلك الخصائص والوظائف التي تميز مفهوم المعايير وكذا للإطار العام الذي نشأت في حضنه ،نجمله في النقاط التالية:
    - في إطار زيادة الاهتمام بدور التعليم ونواتجه على المستوى العالمي .
    - و في سياق العولمةومجتمع المعرفة ، وما نتج عنه .
    -و الاهتمام بالجودة الشاملة ، وإعداد البرامج الخاصة بها في كل المناحي .
    - وفي إطار انتشار التنافس المعياري العالمي.
    - وفي مواجه تحديات المستقبل ،وعدم القدرة على تحديد ملامح فارقة له .
    -تسهم المعاييروالمستويات المعيارية في رسم توقعات لطموحاتنا في التعليم ( صورة مثالية)، وتوجيه العمل التربوي في كافة مجالاته ، وتوفير محكات موضوعية لقياس نجاحاتنا في مسيرة التعليم .
    -كما تؤكد المعايير ومستوياتها( مستويات معايير المناهج على وجه الخصوص) أن جميع التلاميذ قادرون على التعلم في مستويات عليا ، وأن التميز ينبغي أن يكون للجميع ، و بالتالي فإن توفر المعايير ضرورة حتمية لتوافر الفرص وتكافؤها .
    -كما يؤدي حضور ووضوح المعايير إلى الشفافية والعدالة والمحاسبية ، وبالتالي إلى ثقة وتأييد الرأي العام.
    - تعتبر المعايير ومستوياتها ومؤشراتها وسيلة فاعلة وركيزة أساسية لعمليات تطوير وتحسين التعليم.
    - تمنح المعايير دورا فعالا للمعلمين في تخطيط التدريس وإدارته و قياس و تقويم نتائجه.
    -كما تمكن المستويات المعيارية ومؤشراتها المعلمين ، من متابعة تعلم التلاميذ وتمكنهم من الإبداع في أساليب تقويم النتائج والمخرجات .
    - وتنعكس نتائج توافر المعايير على الأنشطة التعليمية التعلمية داخل الفصل ( القسم) الدراسي ، فتزداد مساحة التعلم النشط ، وتكثر الأساليب الإبداعية في العملية التعليمية ( محمود الضبع ، 2006 ).
    يقدم عبد العزيز الرويس ( 2004) جملة من المبررات وراء توظيف نموذج المعايير في المجال التربوي، و التي يمكن اعتبارها في نفس الآن ، من أهم خصائص المعايير ، نعرضها على النحو التالي :
    الطالب والتنافس المعياري العالمي :إن متطلبات سوق العمل حاليا ومستقبلا، بما فيها من تقدم علمي وتكنولوجي فائق النوعية ، وأثر المعطيات العلمية والتكنولوجية والتربوية في التعليم والتعلم ، تتطلب من النظم التربوية تبني شعار التعليم والعلم المتميزين تحقيقاً لجودة مخرجاتها ، والتي تتمثل بمتعلمين مؤهلين أكاديمياً أكفاء يمتلكون مهارات نوعية في شتى المجالات، بحيث يكونون قادرين على المنافسة في المسابقات والاختبارات العالمية ، وقادرين على المنافسة بالضرورة ، في السوق العالمية . بحيث يحصلون على الفرص التعليمية والوظيفية ، ويتفوقون في مجال الابتكار والإبداع
    - تطبيق مبدأ المحاسبية : إن إعداد متعلمين ذوي كفايات عالية للقرن الجديد ، يتطلب نظرة متأنية خاصة بماذا ندرس ؟ وكيف ندرس ؟ وما الضمانات لنجاح ما نقوم به ؟ بمعني أن يكون لدينا معايير جيدة لأداء التلاميذ ، وفي الجانب الآخر معايير لمعرفة مستوى أداء المؤسسات التعليمية . فوجود معايير خاصة بعمل المؤسسة التعليمية يساعد على تطبيق مبدأ المحاسبية ، وهذا يفعل كثيراً عمل المؤسسات في تحقيق الأهداف المرجوة منها وفقاً لاستراتيجية محددة ، وهو ما يجعل الوصول إلى معيار قياس جودة العملية التعليمية ، أمراً ممكناً .
    - التقويم التكويني المستمر : ومما لا شك فيه ، ودائما حسب الداعيين لهذا المدخل، فإن بناء وتطبيق المعايير التربوية يساعد كثيراً في تحسين مستوى التعليم من خلال قياس ما يتعلمه المتعلم وما يستطيع فعله . وهذا بخلاف ما كان سائداً ومازال في كثير من الأساليب ، وهو التركيز على المعلومات التي يحفظها التلميذ فقط ، وهي في غالب الأحيان مهارات بسيطة مجزأة لا رابط بينها ومعلومات متقطعة لا انسجام بينها . وحتى تحقق المعايير التحولات الإيجابية المرجوة في عملية التعليم والتعلم ، لا بد لها أن تقوم تقويماً تكوينياً مستمراً يأخذ في الحسبان المعرفة وتطبيقها ، و يتابع بالأساس مسيرة المتعلم بشكل مستمر ، لتحديد مناطق القوة والضعف لديه وسبل التعامل معها .. ومن هنا مبرر الدعوةلأن يكون تقويم التلاميذ تقويماً مبنياً على أسس معيارية تحدد مستوى أداء معين يجب على التلميذ الوصول إليه ، وكذلك مهام عملية معينة في شكل تكليفات تطبيقية ( مهام وواجبات)ينبغي إنجازها . ومثال لذلك التقويم من خلال ما يعرف بسجل أو ملف إنجازات وأداء التلميذportfolio، والذي بدأت العديد من الدول ، تطبيقه خلال مراحل التعليم المختلفة . وهذا يقود إلى أن يكون تقويم التلميذ وتطوير أدائه في ضوء مستوياته وخبراته السابقة .كما يقود إلى أن تكون نظم التعليم المستقبلي ، تراعي ضرورة أن يكون التلميذ خاضعاً دائماً إلى بعض التجارب والخبرات التي تؤهله إلى التنافس المعياري . ومعايير التنافس التي يتحقق من خلالها التميز ، يمكن صياغتها حسبعبد العزيز الحر ، في النقاط التالية (2000):
    • تحديد مستويات معرفية ومهارية لما ينبغي أن يمتلكه المتعلم .
    • تحديد سقف مرتفع لمعدلات التحصيل ، بحيث يحصل (90%) من إجمالي المتعلمين على نسبة (90%) على الأقل من الدرجات النهائية في الاختبارات .
    • تحقيق نسبة حضور عالية والتزام من جميع التلاميذ في المدارس .
    • توفير مناهج عصرية ، وتوفر مستوى رفيع من التدريس من قبل المعلمين .
    عوامل نشأة مدخل المعايير في التعليم.
    بخصوص البدايات الأولى لمدخل المعايير في التعليم، يذهب العديد من الباحثين و المهتمين ولعل من أبرزهم أحمد المهدي عبد الحليم، في معرض مناقشته وانتقاده لأسلوب تطبيق هذا المدخل في مصر، إلى أن أصل نشأته أمريكي (MAD IN USA صناعة أمريكية)؛ حيث اتخذ إصلاح التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية شكل مداخل وحركات تتزامن وتتنافس،ولعل من أبرزها :
    1- حركة تحديث بنية العلوم ، التي قامت في أمريكا بعد نجاح الاتحاد السوفيتي عام 1957 في إطلاق أول صاروخ في الفضاء لجمع معلومات. وقد اقتضت هذه الحركة إعادة النظر في بنية العلوم كلها، وشاع وصف "جديد" لمناهج المواد المختلفة في المدارس ، وكانت العناية الكبرى في هذه الحركة موجهة إلى محتويات المنهاج؛ للتأكد من أنها صادقة بمقاييس التقدم العلمي المعاصر، وأنها مشروعة ومبررة اجتماعياً ، وأنها قابلة للتعلم. وكان حجر الزاوية في هذه الحركة مقولة برونر (Bruner, J.):
    "إنك تستطيع أن تعلم أي شيء للمتعلمين في أي عمر إذا استطعت أن تضع المادة المتعلمة في صورة أمينة وملائمة للبنية الذهنية للمتعلمين".
    2-حركة إصلاح التعليم المؤسس على مدخل الكفايات و تدعو ، كأساس للإصلاح، إلى ضرورة تحديد وتنمية كفايات المعلمين وكفايات المتعلمين على حد سواء، وقد شاعت هذه الحركة في البحوث الصادرة عن عدد من الجامعات الأمريكية ومراكز البحث التربوي، وانتقلت إلى العالم العربي من خلال من ابتعثوا للتعلم في أمريكا، ومن خلال الأدبيات الأمريكية التي تمت ترجمتها في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا و بلجيكا وبعدها إلى العربية ،فتبنت بعض الأنظمة التعليمية في دول عربية مثل المغرب وتونس مدخل الكفايات في بناء و تطوير المناهج الدراسية.(الدريج محمد ، 2004).
    3- مدخل الإصلاح القائم علىالمعايير القومية للتعليم والمحاسبيةStandards-BasedEducation Reform and Accountabilityوهو المدخل الذي لقي انتشارا كبيرا وربما يحمل اليوم قصب السبق في العديد من الولايات الأمريكية لأسباب سيأتي ذكرها في عناوين لاحقة ، وهو المدخلالذي تم استنساخه لإصلاح التعليم في بعض الدول ومنها العربية و دخل بالتالي في معركة التنازع على المواقع بينه وبين مداخل أخرى مثل مدخل الأهداف السلوكية الذي أصبح في طور الانقراض ، ومدخل الكفايات والذي لا يتناقض بالضرورة مع مدخل المعايير كما سنبين لاحقا.
    دواعي اختيارمدخل المعايير لإصلاح التعليم في أمريكا.
    ظهر مدخل "المعايير في إصلاح التعليم" في عدد من الولاياتالأمريكية منذ ثمانينات القرن الماضي ،وساد في التسعينيات ، وأنجزت حوله العديد منالدراسات تم نشر أهمها في المجلد السنوي الثاني لأقدم جمعية مهنية في أمريكا ، تحت عنوان:
    From the Capitol to the classroom : Standards- Based Reform in the States.
    (أي من الكونجرس إلى الفصل المدرسي: الإصلاح المؤسس على المعايير في الولايات).
    وأصدرت الجمعية الأمريكية للبحث التربوي ، في شأن هذا المدخل، عدداً خاصاً من إحدى مطبوعاتها ربع السنوية المخصصة للبحث التربوي.
    ووراء ذلك الانتشار ، عوامل يمكن اختصارها في النقاط التالية :
    أولا- العامل الاقتصادي:
    لعل من أدوات دعم سيطرة القطب الأوحد ، اللجوء إلى محاولة عولمة "الاقتصاد" في سائر دول العالم ، فكانت دعوة الدول جميعها – وبمعاونة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي- على أن تعيد هيكلة اقتصادياتها، لتكون جزءاً من الاقتصاد العالمي؛ دون رعاية للتباينات والفروق الشاسعة بين الدول المتقدمة والدول النامية. وأن تتبنى الدول كافة ،تحرير اقتصادها وتوجيهه إلى اقتصاديات السوق الذي تتنافس فيه أضعف الاقتصادات في دول العالم مع أعتاها.
    وفي هذا الإطار ،شكَّل الرئيس الأسبق "رونالد ريجان"، رغبة منه في محافظة بلاده على موقع الصدارة ، لجنة رفيعة المستوى للنظر في الاستراتيجيات والسياسات التعليمية التي تكفل لأمريكا السبق والتميز في مخرجات التعليم، وتجاوز كل أخطار الضعف العلمي والتكنولوجيفي المجتمع الأمريكي وأطلقت شعارات "تعلم لتربح Learn to Earn" وتعلم لتعمل "Learn to Work".(عنأحمد المهدي عبد الحليم ،2006).
    كما كان التقرير حول واقع التعليم الذي قدم لريجان ،" أمة في خطر" A nation at risk(1981 )، من المبادرات التي زادت من ترسيخ اتجاه اعتماد المعايير في تطوير التعليم وتحسين جودته.وكان هذا التقرير الوثيقة الأكثر أهمية والتي جاءت بعد دراسة ميدانية لمخرجات التعليم ، وخلصت إلى أن التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية قاصر عن إعداد مخرجات تتناسب مع نوعية التطور العلمي المنشود، وشخص ضعف الخريج الأمريكي آنذاك في اللغة والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة .
    وفي عهد الرئيس جورج بوش (الأب)،عقد في سبتمبر عام 1989 بولاية "فرجينيا" اجتماع "قمة تربوية " شارك فيها الرئيس وحكام الولايات ، تمت فيه الدعوة إلى إعداد أهداف تعليمية من شأنها أن تحقق لأمريكا موقع الصدارة في التنافس الدولي.فصدربيان رسمي يذكر الأهداف التي يجب أن يتوخاها نظام التعليم في أمريكا، وبعض المبادئ التي يجب أن توجه التعليم في الولايات؛ وكان أبرزها ما يلي:
    (1) ضرورة أن يبدأ جميع الأطفال في الولايات المتحدة التعليم وهم مستعدون له.
    (2) ألا تقل نسبة المتخرجين في المدارس الثانوية عن 90% من أعداد الطلاب الذين أكملوا المرحلة الابتدائية.
    (3) وجوب تقويم منتظم لأداءات الطلاب في الصفوف: الرابع والثامن والثاني عشر، و التأكد من كفاءتهم في العلوم الأساسية: اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، والجغرافيا والتاريخ بالإضافة إلى نضجهم الاجتماعي كمواطنين في مجتمع منتج.
    (4) يتعين أن يكون الطلاب الأمريكيون أوائل الطلاب على المستوى العالمي في تحصيل العلوم والرياضيات.
    (5) أن يتحرر جميع الأمريكيين من الأمية، وأن يتسلحوا بالمعارف والمهارات اللازمة للتنافس في سياق النظام الاقتصادي العالمي، وأن تزداد كفاءتهم في ممارسة حقوق المواطنة وواجباتها.
    * * *
    وفي 18أبريل من عام 1991، أصدرت وزارة التربية في الولايات المتحدةوثيقة أطلق عليها "أمريكا عام 2000- استراتيجية التربية".
    وتحولت هذه الاستراتيجية المقترحة ،إلى خطة شاملة صدرت في عهد الرئيس "بيل كلينتون"عام 1994، تحت عنوان "أهداف عام 2000، قانون تعليم أمريكا" ، ونص في ذلك القانون على الأهداف القومية للتعليم، وعلى ضرورة وضع معايير في مستويات عليا لجميع التلاميذ والطلاب، وعلى ضرورة أن تتغير مناهج التعليم وأنظمة التقويم في الولايات، وأن تتوحد في مضامينها وأدواتها مع المعايير القومية لتجسم جميعها خطاً فكرياً وعملياً موحداً .
    عامل انتشار مفاهيم الجودة الشاملة :
    بموازاة كل تلك العوامل ، برز منتصف القرن الماضي في أمريكا وفي عموم الدول الغربية ، مفهوم إدارة الجودة الشاملةفي مختلف مجالات الحياة و الإنتاج ؛ وانتقل إلى قطاع التعليم باعتبار التعليم أداة للتنمية ، فكان مفهوم الجودة الشاملة في التعليم؛ والذي تطلب ، سواء لدى الباحثين التربويين أو المسؤولين عن القطاع ،تحقيق ما يلي:
    1‌- تحديد "معايير" تعتبر مرجعيات أساسية في جميع جوانب العملية التعليمية، معاييرتشكلأساساً للحكم على تحصيل الطلاب، و تقويم أداء المدارس المختلفة، ومدى مشاركة المجتمع المحلي والقومي في مراقبة وتقدير عمليات التعليم.
    2‌- مراقبة الأداء في التعليم مراقبة "ذاتية"، سواء في ذلك المعلم والمتعلم والمدرسة، أي وضعآلية للتقويم الداخلي للجودة. وهذا يقتضي إعداد اختبارات تحصيل، و مقاييس أداء تنسجم مع مدخلالمعايير.
    ويذكر بلاكيستون و سباتيلا (1996) أن عددًا من الإدارات التعليمية والمدارس في التعليم العام في الولايات المتحدة الأمريكية ، تبنت بالفعل فلسفة إدارة الجودة الشاملة وحققت نتائج إيجابية مذهلة. وتعد مدرسة ماونت إيدج كومب الثانوية في مدينة سيتكا بولاية ألاسكا ، أول مدرسة حكومية تطبق مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة، حيث يقضي الطلاب ما يقرب من 90 دقيقة أسبوعيًا في برنامج تدريبي في تطوير وتحسين الجودة وحل المشكلات، يستعرضون مستوى أدائهم، وطرق التعلم المختلفة لكل منهم، والعمل كفريق مع الإدارة والأساتذة في مشاريع التحسين المستمر لجودة التعليم. وقد أوضحت إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 100 منطقة تعليمية في الولايات المتحدة ، تطبق أسلوب إدارة الجودة الشاملة في مؤسساتها التربوية والتعليمية، نتائج جيدة في مستوى أدائها، ومتفاوتة بين بعضها بعضًا (هورين هيلي، وروباك1993،وشابيل1993). كما أن نظام إدارة الجودة الشاملة أثبت نجاحه في التعليم العالي. فقد خلصت إحدى الدراسات التي أجريت على العديد من الكليات والجامعات الأمريكية التي تطبق أسلوب إدارة الجودة الشاملة إلى زيادة تمكين العاملين، ورضا العملاء أو المستفيدين، وتوظيف فرقالعمل، وتغيير في ثقافة الأفراد (المديرس عبد الرحمن ،2006.).
    - نماذج مقترحة لضبط جودة التعليم وفق مدخل المعايير:
    سنعمل في العناوين اللاحقة ، على تقديم نموذجين تركيبيين قمنا بتأليفهما انطلاقا من العديد من الدراسات المتخصصة في الموضوع ، لتوظيف المعايير في التعليم وتجويده سواء على مستوى التعليم العام بمرحلتيه الأساسية والثانوية أو على مستوى تطوير المناهج الدراسية وهما :
    - النموذج الأول : بناء معايير التعليم العام (أساسي ،ثانوي).
    - النموذج الثاني : بناء معايير المناهج الدراسية.
    النموذج الأول : بناء معايير التعليم العام(أساسي ،ثانوي).
    إن الاستثمار في التعليم هو أغلىأنواع الاستثمار، وقد أكد البنك الدولي أن الدولة التي تنفق على التلميذ من أجلالتعليم أقل من 500 دولار في العام ، لا يتحقق فيها أي نمو اقتصادي، بينما الدول التيتنفق أكثر من ذلك ، ينطلق فيها النمو الاقتصادي.
    فما هي الوضعية في العالم العربي ؟إننا نلاحظ بصفة عامة أن موارد العديد من الدول العربية لاتسمح بذلك الإنفاق في التعليم ( 500دولارللتلميذ سنويا) ، ولكن من الأساليب التي يمكن أن تعوض هذا النقص وربما سوء التدبير ، هو تبني برامج الجودة الشاملة، و هي مطلب على المدرسة المغربية والعربية عموما ، أن تطبقه حتى تساير هذا العصر المتغيرالذي يشهد انفجاراً معرفياً وتكنولوجيا متسارعاً ، حيث أصبح العالم قرية صغيرة لا مكان فيهاللضعفاء في ظل العولمة والتحديات الكثيرة.
    ويعتقدمحمد يوسف أبو ملوح(2006) ، أن من أهم آليات تحقيق الجودة في أنظمتنا العربية ؛ تعزيزالتقويم الذاتي الداخلي على كل المستويات في المدرسة والتدريب المستمر لكل الأطر التعليمية ، واعتماد أسلوب التقويم الخارجي المحايد الشفاف، الذي يعطي ثقة للمعلمينويمدهم بالخبرات الضرورية ، وبالمقارنة بين عمليتي التقويم الداخلي والخارجي، تستطيع المدرسة أن تحدد أين هي من رؤيتها ورسالتها التي تسعى إلى تحقيقها دون أياعتبارات ذاتية أو عاطفية.
    وفيما يلي عرض لبعض أهم المعايير والمؤشرات التي يمكن اعتمادها في قياس مستوى جودة التعليم العام ( الأساسي والثانوي...) انطلاقا من دراسة أبو ملوح (مركز القطان للبحثوالتطوير التربوي،غزة،2006).
    المحور الأول: معايير مرتبطة بالتلاميذ: من حيث القبول والانتقاء ونسبة عدد التلاميذ إلى المعلمين،ومتوسط تكلفة الفرد والخدمات التي تقدم للتلاميذ ، ودافعيتهم واستعدادهمللتعلم..
    المحور الثاني: معايير مرتبطة بالمعلمين: من حيث حجم الهيئة التدريسيةوثقافتهم المهنية واحترام وتقدير المعلمين لطلابهم، ومدى مساهمة المعلمين في خدمةالمجتمع.
    المحور الثالث: معايير مرتبطة بالمناهج الدراسية: من حيث أصالةالمناهج، وجودة مستواها ومحتواها، والطريقة والأسلوب ومدى ارتباطها بالواقع، وإلىأي مدى تعكس المناهج الشخصية القومية أو التبعية الثقافية.
    المحور الرابع: معايير مرتبطة بالإمكانيات المادية: من حيثمرونة المبنى المدرسي وقدرته على تحقيق الأهداف ومدى استفادة الطلاب من مرافقه مثل المكتبةالمدرسية والأجهزةوالأدوات...الخ.
    المحور الخامس: معايير مرتبطة بالعلاقة بينالمدرسة والمجتمع: من حيث مدى وفاء المدرسة باحتياجات المجتمع المحيط والمشاركة فيحل مشكلاته، وربط التخصصات بطبيعة المجتمع وحاجاته، والتفاعل بين المدرسة بمواردهاالبشرية والفكرية وبين المجتمع بقطاعاته الإنتاجية والخدمية.
    المحورالسادس: معايير مرتبطةبالإدارة التعليمية: من حيث التزام القيادات التعليمية بالجودة وتفويض السلطاتأي اللامركزية، وتغيير نظام الأقدمية، والعلاقات الإنسانية الجيدة واختيار الإداريينوالقيادات وتدريبهم.
    المحور السابع: معايير مرتبطة بالإدارة المدرسية: من حيث التزام القيادات بالجودة، والعلاقاتالإنسانية الجيدة، واختيار الإداريين وتدريبهم.
    * * *
    و بخصوص هذين المحورين الأخيرين المرتبطين بالتسيير الإداري للتعليم عموما وللمدرسة على وجه الخصوص ،ونظرا لأهميتهما في تحقيق الجودة ، يمكن إضافة إلى المؤشرات التي حددها أبو الملوح لقياس جودة التعليم العام، نماذج من إجراءات و ترتيبات لتشخيص بعض المعايير التي تبرز دور الإدارةالتربوية في مساندة المدرسة و الرفع من جودة أدائها ، وذلك على النحو التالي:
    - تحديد رسالةالمدرسة وربط فعالياتها بمتطلبات رؤية التعليم ورسالته.
    - اعتبار المدرسة وحدة تنظيمية مستقلة تتبعالإدارة العليا من خلال خطوط إدارية عريضة.
    - إتاحة قدر أكبر من اللامركزيةوالحرية للمدرسة لتحقيق التطوير والإبداع في جميع مجالات العملالمدرسي.
    - تطوير التشريعات واللوائح التي تنظم العمل المدرسي والمتابعةالإشرافية المستمرة للمدارس.
    - تدريب إدارات المدرسة على الأساليب الحديثةفي التخطيط الاستراتيجي وتطبيقات ذلك في المجال المدرسي.
    - تدريب الإدارات المدرسية على مهارات بناءالعلاقات الاجتماعية سواء داخل المدرسة أو خارجها واعتبار ذلك من مكونات وتأهيلالإدارات الجديدة.
    - توظيف نظم المعلومات والتكنولوجيا في تطوير أداءالإدارة المدرسية.
    - فعيل روح الديمقراطية في المجتمع المدرسي من خلالالمجالس المدرسية ومجالس الآباء.
    - العمل على ربط عملية اتخاذ القرارباحتياجات التلاميذ والعاملين والمجتمع المدرسي.
    - تعزيز العمل الجماعي " مشروع الفريق" في المدرسةو تشكيل فريق الجودة والذي يشمل فريق الأداءالتعليمي،واعتبار كل فرد في المدرسةمسئولا عن الجودة وتحديد معايير الأداءالمتميز لكل أعضائه.
    - سهولة وفعالية الاتصالوتطبيقنظام الاقتراحات والشكاوى وتقبل النقد بكل شفافية وديمقراطية وتيسيرالتواصل الإيجابي مع المؤسسات التعليمية الأخرىوغير التعليمية (المجتمعية والأهلية).
    - تدريب المعلمينباستمرار وتعريفهم على ثقافة الجودة، لرفع مستوى الأداء المهني.
    - نشر روحالجدارة التعليمية (الثقة/الصدق/الأمانة/الاهتمام الخاص بالتلاميذ).
    - مساعدةالمعلمين على اكتساب مهارات جديدة في إدارة المواقف الصفية والتركيز علىالأسئلةالتفكيرية.
    - ممارسة التقويم الداخلي الذاتي علىالأقل مرتين سنوياً والإعلان عن نتائجه.
    - النموذج الثاني : بناء معايير المناهج الدراسية.
    لاشك أن تطوير النظام التعليمي يتطلب توفير معلمين أكفاء وإدارة تربوية فعالة ، لكنه يتطلب كذلك ، إعداد مناهج تربوية ملائمة،أي مناهج تراعي المعايير الخاصة التي تسهم في تحقيق مبادئ الجودة في نوعية التعليم .ومن هنا الإلحاح قصد تحقيق أهداف الجودة في التعليم ،على ضرورة العمل بالمنظور الشمولي ، بحيث يشمل العمل تحقيق جودة المدخلات والعمليات والمخرجات ولا يركز على جانب ويهمل الجوانب الأخرى.
    كما تتفق نتائج العديد من البحوث ، على ضرورة أن يكون النهوض بجودة المناهج الدراسيةمتكاملا ، من حيث: المحتوى ووضع الأهداف وإمكانية تحقيقها ، والتأكد من واقعيتها في تلبية رغبات المتعلمين وأولياء أمورهم والمجتمع . كما يجب الاهتمام بتطوير طرق التدريس ، ووسائل التقويم ، مما يؤدي إلى التطوير المتواصل لقدرات ومهارات المتعلمين وتجنب الرسوب والتسرب وما ينتج عنهما من هدر مدرسي.
    ونظراً لأهمية تحقيق الجودة في المناهج والبرامج التعليمية ، فقد قامت بعض الدول العربية بوضع معايير قومية للتعليم _ كما سنرى بشيء من التفصيل في الفصول القادمة _ بحيث تكون شاملة ، تتناول جميع الجوانب المختلفة لمدخلات العملية التعليمية ، وتسعى لتحقيق مبدأ الجودة الشاملة .معاييرتشمل المجالات التالية : المدرسة الفاعلة كوحدة متكاملة ، والمعلم كمشارك أساسي في العملية التعليمية ، والإدارة المميزة ، والمنهاج المدرسي وما يكتسبه المتعلم من معارف وكفايات وقيم ، والأدوات التعليمية، وأساليب التقويم ، فضلاً عن المشاركة المجتمعية ، حيث تسهم المدرسة في خدمة المجتمع ويقوم المجتمع بدوره بتقديم الدعم للمدرسة مادياً وخدمياً وإعلامياً . (هند عبدلله الهاشمية،" ضمان تحقيق الجودة في البرامج التعليمية "،مجلة التطوير التربوي ، العدد 29- سبتمبر 2006، منشورات وزارة التربية والتعليم ، سلطنة عمان ،ص 42).
    هكذا تلعب المناهج دورا كبيرا في المنظومة التربوية التعليمية ، فمن المهم إذن أن تكون في مستوى من الجودة والكفاءة والفعالية . لذا نجد المهتمين بموضوع ضمان الجودة قد وضعوا مجموعة من المعايير للمناهج الدراسية لكي تحقق الجودة المطلوبة . وفيما يلي عرضلأهم تلك المعايير ..
    المعيار الأول : هل يحقق المنهاج الدراسي ، المخرجات التعليمية المرغوبة و الموصوفة؟ ينبغي أن يرسم كل منهاج في أهدافه ومحتوياته ، مجموعة من المواصفات تتمثل في مخرجات معرفية (كفاياتالحفظ والفهم و الإبداع...) و مهارية (مهارات حسية حركية وأدائية و منهجية...) و قيم واتجاهات( اجتماعية ، أخلاقية، دينية ...).لذلك فإن الحكم على منهاج معين من حيث جودته، يجب أن يتحقق فيه هذا المعيار بحيث يشتمل على المعرفة والمهارات والقيم التي يحققها كمخرجات لدى التلاميذ.
    المعيار الثاني : هل يعمل المنهاج على نجاح المتعلم ومواصلة الدراسة في المرحلة الجامعية أو التهيؤ للانخراط في سوق العمل ؟ المنهاج في التعليم العام هو المنطلق الذي تنبني عليه مناهج التعليم العالي، كما أنه الأساس الذي يمكن أن نبدأ به عند تهيئ المتعلم للالتحاق بسوق العمل، لذا فمن معاييرجودة المنهاج أن يكون قادراً على تكوين شخصية التلاميذ من جميع الجوانب وتزويدهمبالخبرات والمعارف والمهارات والاتجاهات التي تعينهمعلىإتمام دراستهم الجامعية أو الانخراط في سوق العمل .
    المعيار الثالث : هل محتوى المنهاج الدراسي مدعوم بالبحوث والدراسات و مواكب للتطورات العلمية ؟ للحكم على جودة المناهج الدراسيةلابد من أن تكون محتوياتها مواكبة للتطورات والمستجدات العلمية والتكنولوجية ،لأن المعارف تتجدد و التكنولوجيات تتطور وكل يوم يظهر شيء جديد على كافة المستويات الأكاديمية والتربوية،من حيث المضامينو من حيث طرق وأساليب تقديم تلك المضامين وتدريسها للتلاميذ،فمن المهم إذن ، أن يكون محتوى المنهاج المقدم حديثاً ومواكباً للتطورات العلمية .
    كما يعني هذا المعيار ضرورة ارتباط المناهج الدراسية بنتائج البحوث العلمية ،ذلك أن المعرفة الإنسانيةنشاط مستمر تتراكم نتائجه بفضل تراكم نتائج البحث العلمي بمختلف مجالاته ومستوياته. ويمكن تطبيق ذلك في محتوى المنهج من خلال إبراز نتائج الدراسات والبحوث التي تمت في مختلف المجالات العلمية البحتة و الإنسانية ...، لأن ذلك يجعل المتعلم وثيق الصلة بنتائج العلم، ويري الفائدة منها . وإذا ما كان محتوى المنهاج يشتمل على مثل هذه النتائج فهذا دليل على جودته.
    المعيار الرابع : هل تعكس أهداف المنهاج الدراسي المتطلبات والتطلعات الوطنية والدولية ؟ تهدف التربية إلى إعداد الفرد ليكون مواطنا صالحا،كما تهدف إلى مستوى عالمي يتمثل في إعداد الفرد لمواجهة التحديات ومعرفته بالقضايا العالمية ،مثل قضايا السلام و الديموقراطية وحقوق الإنسان و العولمة والبيئة والسكان والهجرة والأوبئة... أي يكتسب ما يعرف بالمواطنة العالمية. وبالتالي فمن معايير جودة المنهاج هو قدرته على إعداد هذا الفرد وفق هذا المعيار أي من خلال اشتماله على القضايا الوطنية والعالمية وربط المتعلم بها . هذا الارتباط يحقق الأهداف العامة الكبرى التي تمثل فلسفة المجتمع في التربية والتعليم . ( امبوسعيدي عبد الله،2004 ).
    المعيار الخامس :إلى أي حد يراعي المنهاج الدراسي التربية الأخلاقية، الأهمية التي تستحقها ؟
    أثبتت العديد من الدراسات المعاصرة ، أهمية إعادة الاعتبار للتربية الأخلاقية وضرورة صياغة ثقافة مدرسية ترتكز أولوياتها على القيم الأخلاقية (مدرسة القيم) و ليس فقط على المعارف و المهارات . مما أدى ببعض المشتغلين بنظريات المنهج ،إلى الحديث عن المنهج الأخلاقي وحددوا عددا منالمؤشرات في إطار هذا المعيار و التي ينبغي أن يلتزم بها المنهج من أهمها :
    - الحرص على إكساب التلاميذ سمات و عادات شخصية مرغوب فيها ، مثل : الأمانة و التعاون و مساعدة الآخرين .
    - الحرص على الارتباط بالقيم المتصلة بالمجتمع و بالوطن و تاريخه ومقدساته ، مثل الانتماء و الالتزام و التضحية و تقدير العمل ومعرفة الخصائص المميزة لثقافة المجتمع وتراثه.
    - ترسيخ القيم الكونية ، مثل : احترام حقوق الإنسان و رفض فكرة الاحتلال و التعاون و الحوار و التسامح و تقدير أهمية الشرعية الدولية و المبادئ و المواثيق التي صادقت عليها الأمم ..( الدريج محمد ، 2005).
    المعيار السادس : إلى أي مدى يتصف المنهاج الدراسي بالمرونة والاندماج؟ لابد أن تستجيب التربية ، من خلال المناهج الدراسية،للتغيرات و التطورات التي يعرفها العالم وذلك من خلال مرونة المنهاج المقدم للتلاميذ . والمقصود بالمرونة أن يترك المشرع هامشا في المنهاج يستطيع من خلاله المعلم إدخال ما هو جديد و متابعة التطورات العلمية وتوظيفها في المحتوى المقدم وكذلك أن نترك للمؤسسة و للمنطقة التعليمية حرية اقتراح وبنسبة معينة ،مواضيع وقضايا ترتبط بخصوصيات البيئة المحلية واحتياجات المنطقة أي ما نطلق عليه بالمنهاج المندمج للمؤسسة ( م 3)؛و معناه أنه بالإضافة إلى وجود منهاج رسمي وطني عام وموجه لجميع التلاميذ في مختلف الأقاليم ، هناك نوع من المنهاج "المعدل" أو المكيف و الذي يلائم خصوصيات المؤسسة و يندمج مع الخصوصيات الاقتصادية و الثقافية للمنطقة و يلبي احتياجات سكانها .
    كما تشمل مرونة المنهاج قدرة المعلم على التقديم والتأخير في المواضيع الدراسية، دون الإخلال بالترتيب المنطقي والنفسي للمحتوى. ( الدريج محمد ، 2000).
    المعيار السابع : إلى أي حد يخلو محتوى المنهاج الدراسي من الغموض ؟ من معايير ضمان الجودة في المناهج الدراسية خلوها من العيوب سواء أكانت عيوب من حيث المادة العلمية ( المضامين) أو عيوب من ناحية طريقة عرضها أو عيوب في الإخراج. فإذا ما وجدت هذه العيوب ستضعف من قدرة منهج ما في تحقيق الأهداف التي وضع من أجلها . لذا على القائمين ببناء المناهج وتأليف الكتب المدرسية مراعاة هذا المعيار عند تأليفهم ، حتى يضمنوا تحقق ما يرغبون تحقيقه في المنهاج .
    كمايعني هذا المعيار ضرورة أن يكون المنهاج الدراسي واضحا في طريقة عرضه وفي المادة التعليمية التي يشتمل عليها ، وأن أي غموض فيه سيخل بالأهداف التي تم وضعه من أجلها.(عبدالله خميس أمبوسعيدي ، مجلة التطوير التربوي ( العدد 29- سبتمبر 2006، منشورات وزارة التربية والتعليم ، سلطنة عمان).
    المعيار الثامن : إلى أي مدى يعمل المنهاج على جعل عملية التعليم - تعلم متمركزة على التلاميذ ويراعي الفروق الفردية بينهم ؟ في ظل التوجهات الحديثة التي تنادي بضرورة إشراك المتعلم في عملية التعلم بشكل أكبر، فإن هذا المعيار يعد من المعايير التي يتم الحكم في ضوئها على جودة المنهاج الدراسي. فإذا استطاع القائمون على تصميم المنهاج بأن يجعلوه متمركزاً على المتعلم من حيث إتاحته لأكبر قدر من المشاركة و من حيث احترام خصوصياته و وتيرته ومطالب النمو لديه ، فإنهم بذلك يحققون منهاجا يتصف بالجودة .
    إن هذا التمركز حول المتعلم ، خاصة عندما يتشخص فيما يعرف بالتعلم الذاتي ، يعني أن التلميذ هو الذي يبني معلوماته وعلمه وأن لا أحد يمكن أن يحل محله و أن يعوضه في هذه العملية . بطبيعة الحال ذلك لا يعني تهميش دور المدرس ، بل بالعكس ، إن المدرس يعمل باستمرار على اكتشاف أخطاء التلاميذ في منطقهم الخاص و في أسلوبهم في التفكير وفي أدائهم و إنتاجاتهم الشخصية؛ و الكشف عن دلالات تلك الأخطاء و بالتالي عن كيفية إصلاحها و تجاوزها .
    كما يقود معيار التمركز على المتعلم وبشكل تلقائي، إلى العناية بالخصوصيات و الفروق الفردية و بالتاريخ الشخصي و الاجتماعي للتلميذ . كما يقود إلى العناية بتنويع أساليب التعلم وتوجيهها لتلائم تلك الخصوصيات . إن العناية بالفروق الفردية في القدرات و الذكاءات المتعددة وسمات الشخصية ،تجنبنا تهميش أسلوب المتعلمين في التفكير و العمل وتجاهل منطقهم وذكائهم الخاص .
    إن المشكل بخصوص أساليب التعلم والمعرفة ، يكمن في محاولة تجنب الجمود و التقوقع في أسلوب واحد. وقد يكمن التحدي في كون كل تلميذ قد يحتاج إلى تربية خاصة وربما إلى منهاج خاص.( الدريج محمد ، 2003).
    المعيار التاسع : إلى أي مدى يسمح المنهاج باستخدام الطرق والتقنيات الحديثة في التدريس ؟ لم تعد طرق التدريس التقليدية التي استخدمها المعلمون في الماضي مناسبة لعالمنا، إذ لابد من التحديثوالتنويع فيها ،و توظيف تقنيات التعليم ووسائط التعلم ( التكنولوجيات) المتجددة. لذا وضع القائمون على ضمان الجودة في التعليم ، معايير للحكم على المناهج من حيث جودتها، ترتبط بمدى تشجيعها للمعلم على تنويع طرقه وتوظيف تقنيات التعليم الحديثة .
    يعني هذا المعيار إذن ،تطوير المناهج لتتناسب و خصائص المتعلم الذهنية و النفسية و مراحل تطوره العمري و احتياجاته ، باعتماد منهجية علمية تقوم على الاستفادة من الأساليب و التقنيات المتبعة في هذا المجال ، و تطوير استراتيجيات التعلم و التعليم بحيث ترتكز على التفكير المستقل و مهارات النقد الذاتي و حل المشكلات و البحث والابتكار و مهارات التفكير العليا ، مع ربط ما يتعلمه الطالب بمشكلات و ظروف تطبيقية ".
    فهل يساعد المنهاج مثلا ، على إدراج العديد من الطرق والتقنيات من مثل أسلوب الاكتشاف و أسلوب حل المشكلات في تعليم المفاهيم . إذ تلح نتائج الدراسات على ضرورة " التركيز على أن يتحول دور المعلم من دوره التقليدي في تلقين الطلبة المعلومات و الحقائق العلمية ، إلى قائد اوركسترا يوجه فريق المتعلمين إلى اكتشاف مكامن إبداعاتهمو إبراز منابع مواهبهم ، و العناية بالتالي ، بأسلوب حل المشكلات".
    و نجد في المناهج الدراسية المغربية على سبيل المثال ،خاصة مناهج العلوم ، انتشارا واسعا لاعتماد أسلوب الاكتشاف وأسلوب حل المشكلات وطريقة المشروع ... في مختلف مراحل التعليم . فعلى سبيل المثال يمكن أن نقرأ في " فضاء النشاط العلمي "(محمد بلكبير وآخرون ،مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ،2004)، بخصوص توظيف طريقة المشروع :
    "يعتبر المشروع عاملا تربويا مركزيا في بناء الكفايات ، وذلك لكونه :
    - يكسب المتعلم قدرات على مواجهة وضعيات تتطلب حلولا؛
    - ينمي لدى المتعلم التفكير العلمي والعمل الجماعي ؛
    - يساهم في تعديل سلوك المتعلم بإكسابه مواقف وخبرات جديدة يوظفها في حياته اليومية(...)".
    كما نقرأ في " المنير في النشاط العلمي" ،"الذي ألفهمحمد رشيح وآخرون ( منشورات صوما كرام،الدار البيضاء ،2004):
    " إن الوضعية المشكل تعتبر من الأساليب الملائمة لتكوين الكفايات ، باعتبارها تقنية من تقنيات التعلم الذاتي ، تعتمد بالأساس الانطلاق من تساؤل أو مشكل محير يصادف المتعلم في علاقته التفاعلية مع البيئة والمحيط لإيجاد حل له ، بإتباع مجموعة من الخطوات و السلوكات لتحقيق جملة من المقاصد منها:
    - تنمية روح الابتكار والإبداع لدى المتعلم؛
    - زرع الثقة بالنفس وتنمية روح الاستقلالية والمبادرة وتحمل المسؤولية ؛ -إكساب المتعلم منهجية علمية؛
    - مساعدة المتعلم على مواجهة المشكلات التي يصادفها في حياته .
    - تنمية روح التواصل والتعاون بين الأفراد لإيجاد الحلول.
    المعيار العاشر :إلى أي حد يتصف المنهاج الدراسي ،خاصة في المراحل الأولى من التعليم ،بالشمولية والتكامل ؟ من بين معايير الحكم على جودة المنهاج الدراسي خاصة في مرحل التعليم الابتدائي ، مدى اتصافه بالشمولية والتكامل، بحيث تبنى فقراته ومقرراته بشكل مترابط ، على أن يكون الترابط والتكامل ليس انطلاقا من تشابه المواضيع والمحتويات ، بل انطلاقا من كفايات أساسية و كفايات ممتدة تشكل محاور لتنظيم العملية التعليمية وإنجازها بما يخدم بناء شخصية متكاملة لدى المتعلم.
    وننطلق في طرح هذا المعيار ،من كون المعرفة العلمية تمتاز بالوحدة و التكامل ، و التكامل الذي نقصده هو التعامل مع الموقف ككل دون محاولة تجزئته إلى المجالات المتخصصة ، خاصة أن المتعلم في المراحل الأولى ، لا يعنيه إذا كانت مفاهيم مثل الطاقة والتلوث ، مرتبطة بمجال الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء ، بقدر ما يعنيه معرفة مفهوم الطاقة و أثرها ككفاية أساسية أو ممتدة، ولذلك يعالج مثلا مفهوم الطاقةأو التلوث في المنهاج الشمولي ، ككل فهو يحتوي على مفاهيم كيميائية و بيولوجية و فيزيائية متكاملة في وحدة واحدة .
    فيتم النظر إذن ، إلى بعض المواد المتقاربة في المنهاج الواحد ، كحقول أو مجالات واسعة بحيث تصير الكفايات /المفاهيم هي العمود الفقري في تلك المواد. (منهاج التكامل بين المواد و منهاج المجالات الواسعة) . مما يؤكد أن التكامل بين المواد وفي المحتويات، ينبغي أن يتم أساسا و حسب هذا المنظور ، بالربط بين المفاهيم في مادة دراسية معينة و المفاهيم في المواد الدراسية الأخرى ، مع مراعاة أن يخدم ذلك الترابط أهدافا مشتركة أي كفايات أساسية وممتدة .
    المعيار الحادي عشر : إلى أي حد يسمح المنهاج الدراسي بتوظيف أساليب ملائمة وأدوات متطورة في القياس والتقويم التربوي ؟ القياس والتقويم مكونان أساسيان من مكونات المنهاج الدراسي والعملية التعليمية برمتها . و يحظيان باهتمام متزايد من لدن الباحثين و الممارسين، باعتبارهما وسيلة فعالة لتوجيه المدرسين و التلاميذ نحو أنجع السبل التربوية و أقومها و توجيه المدرسة والنظام التربوي برمته, ليقوم بدوره على خير وجه ؛لذلك كان من الضروري التساؤل عن مدى توفرهما بالشكل المتطور ، كمعيار على جودة المنهاج الدراسي .
    خاصة أنناما زلنا في مجال القياس والتقويم ، نلاحظ في العديد من الأنظمة التربوية ، انتشارالكثير من الممارسات الخاطئة و التي تطرح العديد من المشكلات ، معيقة بذلك عمل المدرس و معرقلة التحصيل الجيد للتلاميذ، ولعل في مقدمتها :
    - عدم صلاحية الكثير من الأساليب المعتمدة لحد الآن في القياس والتقويم و تدني مستواها من حيث الصدق و الثبات والموضوعية.
    - عدم قدرتها على تغطية مختلف الجوانب المستهدفة من شخصية التلميذ . فالامتحانات مثلا، ما زالت تركز على تقويم مدى حفظ المعلومات وذلك على حساب قياس مدى الكفاءة في الجوانب الأخرى من نشاط التلميذ العقلي وكذا على حساب قياس الجوانب المهارية و الوجدانية و الاجتماعية في شخصيته . النظر إلى الامتحان كغاية في حد ذاته وليس كوسيلة للكشف و التشخيص و التطوير، وما يترتب عن ذلك من ظواهر سلبية مثل الخوف من الامتحان و الغش ...- ضعف أسلوب التنقيط ووضع الدرجات .
    - و من أهم الأخطاء السائدة أيضا ، الاعتماد على مقارنة التلاميذ بزملائهم ، بدلا من مقارنتهم بما كانوا عليه وما أصبح بإمكانهم القيام به بعد التعليم (...)
    خاتمة وملاحظات تقويمية :
    هناك العديد من الملاحظات التقويمية حول تطبيق مدخل " المعايير " في الأنظمة التعليمية العربية وغيرها ، وبطبيعة الحال لا يفوتنا قبل ذلك ، التنويه موضوعيا ، بمثل هذه التجارب الجريئة والتي ينبغي ومهما كانت الملاحظات والانتقادات ، الاستفادة منها في تطوير التعليم في بلداننا العربية وتحديث مناهجه ، لعل من أهم الملاحظات :
    1- بخصوص أصل مدخل المعايير في التعليم :
    ينتقد العديد من الباحثين المختصين في بناء المناهج وتطويرها ، لجوء الأنظمة التربوية العربية بشكل عام ، إلى استيراد نماذج وتجارب أمم أخرى ، تختلف تطلعاتها ويختلف واقعها عن واقع وتطلعات مجتمعاتنا العربية الإسلامية وخصوصياتها .ونشير بهذا الصدد إلى الانتقاد الذي وجه للتجربة المصرية ولغيرها من التجارب العربية،في الأخذ بالمعايير كمدخل لبناء مناهج التعليم ، بل ولتطوير المنظومة التعليمية بأسرها ، حيث ينتقد هؤلاء : "لجوء وزارات التعليم إلى استنساخ التجربة الأمريكية في المعايير" .و يؤكدون أن هذا المدخل في إصلاح التعليم في الأنظمة العربية ،هو استنساخ للأصل الأمريكي لذا فإنها سوف تواجه المخاطر التي تواجهها حركة المعايير والمحاسبية في أمريكا... وهي موجة تجزيئية تفتقد النظرة الشمولية ...".
    2- مدخل المعايير وتمويل حركات الإصلاح في أنظمة التعليم:
    كما ينتقد الباحثون و المهتمون لجوء المسؤولين عندنا ، إلى التعويضات المالية الأجنبية و المساعدات الخارجية لتمويل مشاريع الإصلاح بما فيها مشروع " معايير التعليم"، نظرا لما يمكن أن يكون من ورائها من إملاءات ، وقرائن هذا نجدها في إملاءات البنك الدولي والتي لا تستجيب دائما لمطامح الشعوب واحتياجاتها ، كما أن القرائن مشهودة في تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شئون التعليم في البلاد العربية، وسعيها الحثيث إلى إحداث تغييرات في أهداف مناهج التعليم ومحتوياتها، وتغيير الخطاب التربوي الرسمي بعامة، وتمثلت قمة الإملاءات التي أوصت فيها مراكز البحوث الأمريكية بضرورة تغيير رسم الكتابة العربية، وأن يستبدل به الحروف اللاتينية.
    3- المعايير القومية في العالم العربي مشروع بلا هُويّة:
    ارتباطا بالانتقادات السالفة حول العمل بمدخل"المعايير في التعليم" ، هناك من يعتقد أن هذا المدخل ، عندما ينقل إلى أنظمتنا العربية ، يبقى "مشروعا بلا هوية"،ذلك أن التعليم ليس نظاماً مستقلاً أو مكتفياً بذاته؛ وإنما هو نظام تكتنفه أنظمة أخرى في المجتمع؛ كالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتواكبه أنظمة أخرى كنظام الإعلام، والإدارة والتشغيل و القوى العاملة، وتنشأ عنه أنظمة ثالثة كنظام التوظيف، و الخدمات الثقافية والتعليمية والصحية ونحوها، فهل يراعي الأخذ بهذا المدخل هذه الحقيقة الأساسية ، حقيقة تداخل مكونات العملية التعليمية بمكونات المجتمع ككل ، وتشابكها ؟ذلك ما ينكره البعض على التجارب العربية .
    4 - وانطلاقا من مثل هذه الملاحظات والانتقادات وغيرها ، ربما قد يكون من الصعب علينا القول بعالمية النموذج و اعتبار المعايير عالمية وتصلح بالتالي لكل زمان ومكان ،كما يدعي المروجون لها ، فهي ليست عملا مناسبا لكل أنظمة التعليم في أي بلد من بلاد العالم المختلفة وليست عملا متطورا يناسب كل البيئات كما يعتقد من افتتنوا بها، أو أن "المعايير هي (Panacea) الدواء الذي يشفي كل علل أمتنا ويخلصها من أوجاعها"؛ لكنها تبقى مع ذلك وربما على الرغم من ذلك وفي رأي من بادروا بها:
    "تلتزم بالمواثيق الدولية، وتخدم المحاسبية، والعدالة الاجتماعية والحرية، وترسخ قيم العمل الجماعي، والتنوع والتسامح وتقبل الآخر ، وتعين المجتمع على التعامل مع النظم المعقدة، والتكنولوجيا، والمنافسة في عالم متغير، وتغرس مقومات المواطنة الصالحة .
    كما يعتقد هؤلاء ، ونحن معهم ،أن المعايير ، "تعمل على ترسيخ مفاهيم القيادة ومجتمع التعلم، وتحقق الجودة الشاملة، وتكفل التميز لجميع التلاميذ والتنمية المهنية المطردة لجميع العاملين، وتدعم قيم الإنتاج، وتعين على حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتفكير الناقد الإبداعي، وتحقق التميز في التعلم والقدرة على المتابعة والتقويم الأصيل، وتساعد على التجدد والتطوير المستمر"، خاصة إذا ما تم التعامل معها بشكل علمي يربطها ، كلما تعلق الأمر بالمتعلمين ، بالكفايات ( القدرات والمهارات) والقيم، المرغوبة ، ويصوغها على شكل صوكلات الكفايات/معايير.
    5- لكن الحماس والافتتان بمدخل المعايير في التعليم ، بل وبغيره من المداخل بما فيها مدخل الكفايات ، لا ينبغي أن يتجاهل الحقيقة الأساسية التالية ، وهي أن التعليم نتاج مجتمعي بالدرجة الأولى ، يجب أن تنسجم أهدافه واستراتيجياته مع أهداف واستراتيجيات المجتمع الأصل، وتستجيب للاحتياجات الحقيقية لساكنته وليس لضغوط و إملاءات خارجية تخدم مصالح الهيمنة الاستعمارية واقتصادياتها المتوحشة.
    لذلك فإن إصلاح التعليم من خلال مدخل المعايير يتطلب ، على افتراض أننا اقتنعنا به كمنطلق لتطوير مناهجنا ، نقول ، يتطلب تغييراً حقيقيا في تصور سياسات التعليم، وفي إدارة عملياته في مستويات مختلفة، وفي الممارسات التعليمية التي يقتضيها. تغييرا يكون ملتحما ومتسقا مع الأهداف الأساسية المنشودة في إصلاح التعليم وفق متطلبات الواقع والاحتياجات الحقيقية للمجتمعات ، والتي لا تتطابق بالضرورة مع سياسات مراكز الهيمنة والسيطرة ومصادر القرار في الدول الغربية. بحيث نطوع المدخل/النموذج لمتطلبات مجتمعاتنا و مطامح واحتياجات المواطنين ، وليس العكس.

    تطوير المناهج الدراسية و التحولات في المشهد التربوي المعاصر

     إعداد : د. محمد الدريج

    تطوير المناهج الدراسية و التحولات في المشهد التربوي المعاصر

     إعداد : د. محمد الدريج

    التربية الوالدية والتحصين النفسي للتلاميذ. إعداد : د. محمد الدريج



    التربية الوالدية والتحصين النفسي للتلاميذ
    مشروع برنامج الإصلاح السيكولوجي/الأخلاقي في منظومة التعليم إعداد : د. محمد الدريج أستاذ باحث في علوم التربية – الرباط

    تمهيد : تشخيص الأزمة ومقترحات حلول
    سنعمل في هذا التمهيد ،وقبل تقديم مشروعنا ، على استعراض مختصر لوجهات نظر تناولت بالتحليل والنقد برامج الإصلاح التي تعاقبت على منظومة التعليم ببلادنا دونما جدوى تذكر، ومن بينها الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي ، بغرض مساءلة عوامل تعثر تلك الإصلاحات والتي تجاوزت 10 محاولة منذ 1957، وعلى تقاسم العناصر التشخيصية الأساسية للمنظومة التربوية وتحليل أسباب اختلالاتها الكبرى، ضمن مقاربة لا تتنكر للمكتسبات وتقرّ بموضوعية بمختلف التعثرات. آملين المساهمة في مساعي بلورة تعاقد مجتمعيّ حول مداخل التغيير ذات الأولوية ، الكفيلة بإنجاح التحول الجوهري في المدرسة المغربية.
    نقدم إذن في البداية وقبل تفصيل الحديث عن مكونات مقترحنا حول ما نسميه “بالإصلاح نقدم إذن في البداية وقبل تفصيل الحديث عن مكونات مقترحنا حول ما نسميه “بالإصلاح نقدم إذن في البداية وقبل تفصيل الحديث عن مكونات مقترحنا حول ما نسميه “بالإصلاح السيكولوجي/الأخلاقي ، “نماذج من تشخيص أزمة التعليم ومقترحات الحلول والتي انتهت إليها بعض الدراسات العلمية أو التي عبرت عنها بعض الجمعيات و النقابات و برامج الأحزاب : 1- هناك من يقول بعدم توفرنا على فلسفة تربوية واجتماعية واضحة التوجهات والأهداف، تمتلك تصورا واضحا للإنسان/ المواطن الذي نريد بناءه من خلال التربية والتكوين”. وعدم توفرنا على إستراتيجية معقلنة ومخططة لمشروعنا التربوي. وبالتالي فإننا في حاجة إلى تحديد الإنسان المغربي المنشود … وفي حاجة إلى سياسة أو فلسفة وطنية جديدة، تكون لها القدرة على ضمان الانخراط الجاد لجميع المواطنين و مختلف هيئات المجتمع، في الفعل الكفيل بالنهوض بقطاع التربية والتعليم.”
    2- وفي نفس السياق نجد من يتحدث عن ضرورة إيجاد مشروع وطني مجتمعي شامل يهم مختلف القضايا الوطنية، و تكون له القدرة على تعبئة الأفراد والجماعات للمساهمة الحقيقية في الرقي بأوضاع البلاد المختلفة، و في مقدمتها ما يخص الشأن التربوي.
    3-لا يمكن عزل إصلاح التعليم عن إصلاح البناء الاجتماعي المغربي بنظرة نسقية استراتيجية، ويلاحظ أصحاب هذا التوجه ،عدم الربط بشكل جدلي ديناميي وتكاملي شامل ، ما بين برامج وخطط ومشاريع التنمية والتجديد والإصلاح ، وما بين أسس ومقومات ومقاصد النظام التربوي، ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن أهم “نقائص” الميثاق الوطني للتربية والتكوين على سبيل المثال ،غياب النظرة الشمولية لموضوع الإصلاح ، حيث لم يندرج الميثاق في إطار منظور سياسي شامل ، مع غياب ملحوظ لبلورة تصور للإنسان المنشود ولمميزات الإنسان المغربي الذي نطمح إلى تكوينه والتي كان من المفروض أن تتشخص في سمات و كفايات عقلية ومعرفية وفي مميزات وجدانية وفي قيم المواطنة (الحرية والمساواة والمشاركة والمسؤولية …) “وليس قيم سيادة الرأسمال المحلي و العالمي والشركات متعددة الجنسيات …” و لم يكن بإمكان الميثاق تخليص المدرسة المغربية ،باعتبارها مؤسسة أيديولوجية ،” من الاستمرار في السهر على دوام سيطرة الطبقة الحاكمة”. لذا لم يكن بإمكان الإصلاح كما استهدفه الميثاق ، أن يضمن لبلادنا استقلالها داخل مجتمع دولي تسوده هيمنة العولمة المتوحشة .
    4- وهناك في الطرف الآخر مواقع/مواقف ذات توجهات تقنية (تقنوقراطية) تنظر إلى الإصلاح في حد ذاته كمعطى له أهدافه المضبوطة ومحدد في الزمان والمكان(البرنامج الاستعجالي على سبيل المثال) ، يمكن التعامل معه كمجال خاص وبخطة /أداة مستقلة إلى حد ما وقائمة بذاتها وتؤدي ، إذا ما طبقت بأمانة ، إلى إصلاح أحوال التعليم باعتباره منظومة متكاملة ، دونما الحاجة إلى ثورة أو قطيعة أو تغيير شامل ودونما حاجة إلى المس بالأنظمة السياسية والاجتماعية القائمة…
    5- ونجد من يتحدث عن تعبئة داخلية عامة لإنقاذ التعليم، بروح وطنية فاعلة- متفاعلة مع المجتمع بمختلف مؤسساته. “إن كسب الرهانات الكمية والنوعية للمدرسة المغربية يظل في حاجة إلى تعبئة مجتمعية شاملة والى نهج مقاربة تشاركية و تشاورية على أوسع نطاق مع القطاعات الحكومية المعنية ومع مجلسي البرلمان ومع المنظمات السياسية والنقابية ومع القطاع الخاص للتعليم ومع جمعيات الآباء والأمهات والأولياء ومع منظمات المجتمع المدني… على أساس شراكات ممأسسة، مستديمة وخاضعة للتقويم.. وينبغي أن يقترن هذا التوجه بقيام كل طرف بمسؤوليته وأن تكون هذه المسؤولية مرتبطة بالتقويم والمحاسبة.
    6- تفعيل الإصلاح التربوي رهين بتغيير ثقافتنا التربوية وممارساتنا المهنية المقاومة للتغيير و رهين أيضا بتدبيرنا لهذا الإصلاح من حيث تسطير أولوياته…
    7- كما نقرأ توجيهات تذهب إلى” أن كل مشروع إصلاحي يجب أن يتسم ضرورة ، بسمات الواقعية والموضوعية والمرونة والقابلية للتطبيق والإنجاز ، وتجنب التعامل الاختزالي مع ضرورة اعتماد المنظور الشمولي.
    8- وكثر من يدعو إلى إعادة الثقة في المدرسة المغربية ، ورد الاعتبار للمدرسة الوطنية... لأن أزمة التعليم في المغرب ، حسب أصحاب هذا التشخيص ، أزمة مجتمع بأكمله ، يختلط فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي. وتتحمل مسؤوليتها كل الأطراف… وأول خطوة ينبغي تحقيقها قبل الحديث عن إصلاح التعليم ،”هي تخليق الحياة العامة لإعادة الثقة في الدولة والإدارة، والقضاء على كل مظاهر الفساد الإداري، و سرقة المال العام، وغياب المحاسبة والمراقبة، وشراء أصوات الناخبين، واعتماد المحسوبية في إسناد المناصب العليا والدنيا…”
    9- في حين ننطلق نحن في دراستنا وفي مشروعنا هذا، من القول بأننا في حاجة ،قبل هذا وذاك، إلى إعادة الثقة في أنفسنا أولا .نحن في حاجة إلى طاقة روحية (نفسية –أخلاقية ) وإلى قوة في الشخصية و الشعور بالأمن النفسي والطمأنينة وبقدر من معرفة الذات وتحصينها بالإيمان وترسيخ المبادئ الأخلاقية وقيم المواطنة ، ضد مختلف أشكال الاضطراب والانحراف والفساد، إننا في حاجة إلى “إصلاح سيكولوجي/أخلاقي”، مستندين إلى قوله تعالى :
    ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
    بمعنى أن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها، فيسلبهم الله إياها. وكذلك إذا غير العباد، ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله ، غير الله عليهم، ما كانوا فيه من شقاء وفقر وضلال، إلى الخير والغبطة والهداية.
    أولا : مظاهر اضطراب السلوك داخل المنظومة
    و حالة من التدهور النفسي /التربوي العام
    لا بد أن نعترف بأننا نعيش الآن انتشار حالة من التدهور وربما الاضطراب النفس/تربوي و الأخلاقي ، في منظومتنا التربوية وفي مجتمعنا بشكل عام ، سواء في الأسرة أو الشارع أو الإعلام أو النوادي … وأن نعترف في نفس الآن بخطر الاستمرار في هذه الوضعية التي تعوق مشاريع الإصلاح وإصلاح التعليم على وجه الخصوص وتحول دون تطورنا ونمائنا .
    أصبحنا نلاحظ انتشارا ، لمظاهر السلوك السلبي بل و للسلوك المنحرف و المرضي ، وكأمثلة على ذلك :
    – كثرة الغياب في صفوف التلاميذ و المدرسين على حد سواء بسبب الملل و القلق من المستقبل، أو بسبب فقدان الثقة ، وتكاسل وتماطل في أداء الواجبات المدرسية و نوع من الهروب من المسؤولية.
    – الغش في الامتحان .
    – العنف والعدوانية و التمرد على القوانين: فأصبح العنف جزء من سلوك عام داخل المؤسسة، لدى التلاميذ ولدى أوليائهم، ولدى العاملين فيها: تكسير للمقاعد والنوافذ ، اعتداء على الأطر التربوية ورشقهم بالحجارة، تلطيخ للجدران، تمرد على العمل، تمرد على الواقع ، مخالفات سلوكيةٌ وأخلاقيةٌ مختلفة، وبعض مظاهر الانحراف والإدمان….
    -الفشل الدراسي وتشكل ميكانيزم الفشل ومختلف مظاهر الهدر المدرسي … حيث تجمع جميع الدراسات على الصلة بين الفشل الدراسي والسقوط في السلوك المنحرف. وأن نسبة كبيرة تصل إلى أزيد من 88% من الراسبين ،يعبرون في العادة عن الكراهية للمدرسة وللمدرسين ، مع الرفض أو اللامبالاة لكل اقتراح يرمي إلى عودتهم إليها أو الاستمرار في التعليم. (عن عبد الله أبو أيــاد العلــوي ، ( 2009
    – كما نلاحظ في المجتمع عموما ، قدرا من اللامبالاة بالآخر وبحقوقه وبثقافته وحاجاته ورفضا للحوار والاختلاف و احترامه وتقبلُه….
    – اختلاط المفاهيم والمبادئ والقيم، وتضاربها لدى الأفراد ، بل داخل المؤسسة الواحدة، وبين الجماعة الواحدة… وغياب فهم موحد للحقوق والواجبات داخل فضاء المؤسسة التربوية، و تجاهل وعدم احترام للقانون الداخلي و تطاول على حقوق المؤسسة وتدخل في شؤونها الداخلية ، بشكل سلبي من طرف أولياء التلاميذ وعناصر من السلطات المحلية.. .
    – ضعف في القيم الإيجابية وقيم المواطنة (العدالة و المساواة وتكافؤ الفرص ، الديمقراطية ، الإخلاص في العمل والعمل التطوعي الجماعي …)
    ثانيا : الوعي بأهمية البرامج النفس / تربوية والأخلاقية
    في الإصلاح
    هناك مؤشرات وملاحظات أخرى ، تؤكد خطورة وضعية الاضطراب السلوكي/الأخلاقي، وترسم في نفس الآن ، السياق الذي تندرج ضمنه هذه الدراسة ،ومنها على سبيل المثال :
    -التوصية في مختلف اللقاءات العلمية وغيرها حول مشكلات المجتمع ، بضرورة تضمين المناهج الدراسية وبرامج التكوين ، إجراءات تربوية للوقاية والتحصين النفسي/التربوي للتلاميذ ( التربية الصحية ، التربية البيئية، التربية الطرقية…)
    – ازدياد الإلحاح من أجل الإصلاح ،على ضرورة تغيير العقليات في جميع المجالات : – مجال المساواة بين الرجل والمرأة (مدونة الأسرة) – مجال حقوق الإنسان – النقل (مدونة السير) – الرياضة – التغذية … ومثال على هذا ، ما ورد في محاضرة عبد الله العروي،حول “القاضي والمؤرخ” ( في افتتاح السنة الجامعية بمدينة الدارالبيضاء ، أكتوبر 2012) ، والتي اختتمها باستنتاج أن أي إصلاح لا يمكن أن يتم دون تغيير العقليات .
    – انتشار التأكيد على ضرورة ترسيخ قيم المواطنة وكثرة الحديث عن ضعف الحس الوطني.وكمثال على ذلك ما نجده في بعض وثائق وزارة التربية الوطنية ، مثل “الوثيــقة الإطــار لمراجعة المناهج التربوية وبرامج تكوين الأطـر” و”الكتاب الأبيض” ، حيث تم تخصيص حيز كبير للقيم الى جانب الكفايات ، (لكن لم تحترم توجيهاتها أبدا).
    – مثال آخر نجده في برامج الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب ، منذ إنشائها و المتمحورة حول مشروع ترسيخ قيم المواطنة والدعوة “لإرساء ميثاق العلاقة بين الأسرة والمدرسة وتفعيله ، والذي جعل من أهدافه الرئيسة : إعداد المتعلم لاستدماج القيم والمبادئ الأساسية للهوية الوطنية بكل روافدها وأبعادها الدينية واللغوية والثقافية والحضارية ،وتأهيله للانفتاح الواعي والإيجابي على الثقافات والحضارات الإنسانية الأخرى،وتربيته على قيم المجتمع الديمقراطي الحداثي”.
    – كما يصف مصطفى محسن (2012) منظومة التعليم ب”المريضة ” التي يجب علاجها، “كما يجب تغيير الأطباء الساهرين على العلاج، لأنهم -حسب محسن- هم كذلك في حاجة إلى العلاج”.
    – وهناك دراسة متميزة صدرت مؤخرا للأستاذ سعيد بحير (2012) تحت عنوان :”التحليل السيكولوجي للذات السياسية” ، يتعرض فيها للذات السياسية بمختلف مكوناتها، ويتناول التشخيص السيكولوجي لمشاكل الذات السياسية واضطراباتها ، ويطرح سبل إعادة بنائها على أسس سليمة تقتضي التغيير في العقليات والسلوكيات وإعادة النظر في كثير من الممارسات السلبية.
    و يبين الأستاذ بحير ، كيف يمكن أن تعوق العديد من السمات السلبية في شخصية الطبقة الحاكمة في المغرب بشكل عام، مشاريع الإصلاح في بلادنا و”لكن إذا انعدمت الشفافية والإخلاص في العمل، وتخلى السياسيون عن مبادئهم وقيمهم الاجتماعية، وفضلوا الاهتمام بمصالحهم الشخصية، ظهر الاضطراب في العمل السياسي ووقع شرخ كبير بين الجماهير وبين الفاعلين السياسيين.”
    ثالثا: غياب الاهتمام في المنظومة التربوية وفي المجتمع
    بعلم النفس وتطبيقاته
    نلاحظ ومع الأسف مقابل كل ذلك :
    – عدم حضور علم النفس وانتشاره في مجتمعنا وضعف الوعي بأهمية المقاربة السيكولوجية في مختلف مناحي الحياة وخاصة في التربية المدرسية… و تغييبا شبه كامل للعناية بموضوع الإرشاد و التحصين النفسي والتربية الوالدية.
    وحتى دروس علم النفس والتي توفرها برامج مؤسسات التكوين المهني ، لا تجد تطبيقا فعليا لها في المدارس و الأقسام .
    إن غياب الإيمان بالخطاب النفسي /التربوي وما يرتبط به من مؤسسات وخطط وممارسات، واقع لا مجال لنكرانه في المغرب و في بلداننا العربية بشكل عام. إن غياب هذا الإيمان ، الذي لابد منه لبناء نفسية سليمة للإنسان وما يرافقه من تراجع في أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، أدى إلى خلل في التكوين العقلي و البعد النفسي الوجداني وقوة الإرادة لدى أطفالنا وشبابنا (وربما لدينا كراشدين كذلك)، مما جعلهم ينمون كبالغين مفتقدين للبعد الوجداني الفعال والضمير الحي ، اللازم لتحريك الطاقة الروحية، وبذل الجهد ، وتوفير الأداء الايجابي ، الذي يعد شرطا ضروريا لتحصينهم و إقدارهم على التصدي للتحديات التي تواجههم وتواجه المجتمع.
    ذلك الغياب الذي يصفه صلاح عبد السميع عبد الرازق، ” بالبناء النفسي والوجداني للطفل: البعد الغائب في مناهج التعليم بالعالم العربي “، في تقديمه لأشغال المؤتمر العلمي بعنوان ( التربية الوجدانية للطفل ) المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006.
    رابعا: ضعف توظيف
    الاختيارات في مجال القيـم
    يوازي غياب المقاربة السيكلوجية في منظومة التعليم ،غياب آخر ليس أقل خطورة وهو غياب العناية الجدية والمنظمة و الإجرائية ، بالجانب الوجداني/القيمي و الأخلاقي من شخصية الطفل. حقيقة إن هذا الجانب حاضر نظريا ، ضمنا أو صراحة ، في المقررات (وخاصة في مواد التربية الإسلامية والتربية الوطنية والتاريخ…) وفي الكتب المدرسية وعموما من حيث المبدأ في كلام المربين داخل المدارس وسلوكهم . لأن الجميع يؤمن بأنه لا يمكن لأية أمة أن تنشد التنمية والازدهار دون أن يكون لها نظام تربوي قوي وقادر على تخريج أفواج مؤمنة متمثلة لقيمها وأصالتها.
    إن الإصلاح وما يرومه من تطوير ، لا يعتمد من حيث المبدأ ، على الكفايات والمهارات والمعارف التي يستطيع المتعلم امتلاكها فحسب، “بل أيضا على القيم التي يتمسك بها وعلى المواقف والاتجاهات التي يتخذها حيال كثير من الأمور في المجتمع، ومنها حيال العمل وطبيعته والزمن واستثماره والتعاون ومداه، فعلى مثل هذه الجوانب الوجدانية والخلقية والإرادية في الإنسان وعلى ما فيها من الإيجابيات، تعتمد التنمية الشاملة إلى حد بعيد، وأهميتها قد لا تقل عن أهمية الجوانب المعرفية فيها.” (انظر على سبيل الاستئناس : خالد الصمدي، القيم الإسلامية في المناهج الدراسية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 2003).
    لقد خص الميثاق الوطني للتربية والتكوين كما هو معلوم ، الجانب الوجداني (الانفعالي) بحيز هام في تحديده للأهداف التربوية ، كما خصه “الكتاب الأبيض “، بحيز كبير عنونه “بالاختيارات و التوجهات في مجال القيم” و يشمل القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في الميثاق ، و هي :
    -1- قيم العقيد الإسلامية السمحاء،
    -2- قيم الهوية الحضارية و مبادئها الأخلاقية و الثقافية،
    -3- قيم المواطنة،
    -4- قيم حقوق الإنسان و مبادئها الكونية.
    و انطلاقا من هذه القيم وانسجاما معها ، “يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية الدينية و الروحية للمتعلمين من جهة أخرى.ويعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين و المتمثلة فيما يلي:
    – الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
    – الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
    – التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
    – التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
    – ممارسة المواطنة و الديمقراطية؛
    – إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
    – الإنتاجية و المردودية؛
    – تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
    – المبادرة والابتكار والإبداع؛
    – التنافسية الإيجابية؛
    – الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
    – احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي.
    -…وغيرها. ( عن الكتاب الأبيض، الجزء الأول ، يونيو 2002).
    كما أننا ، وقد خصصنا لموضوع القيم أطروحة لنيل الدكتوراه (1993) ، وأفردنا له فصلا كاملا في كتابنا “التدريس الهادف”(2004) ، لاحظنا أن هذه القيم لم تجد دائما طريقا لها للتحقق ، وبقي محور القيم ضعيفا في الكتب المدرسية و مغيبا في الممارسات التربوية داخل الأقسام وفي أنظمة الاختبار والتقويم .
    وكنا قد انتقدنا ضعف وفقر التعامل مع هذا الجانب الانفعالي ، ومن الملاحظات الأساسية التي أبديناها، عدم إقدام “الكتاب الأبيض” على إعطاء تعريف للقيم على غرار عدم تعريفه للكفايات. كما أنه لم يقدم مبررا على تقسيمه الرباعي للقيم، ولماذا هذا التجزيء الذي يفيد أن القيم الإسلامية معزولة عن القيم الأخرى كالمواطنة وحقوق الإنسان.
    ولاحظنا تراجعا واضحا بخصوص الدعوة إلى الالتزام بتوظيف القيم في تحضير الدروس وبرمجة المواقف التعليمية و المجزوءات داخل الكتاب، والذي كانت قد أوصت به اللجان من قبل ، في الوثائق التمهيدية للكتاب الأبيض. كما يلاحظ سكوته عن البيانات التي انتهت إليها اللجنة “البيسلكية” ولجنة الاختيارات والتوجهات التربوية، في عملها الجاد لتفصيل قوائم القيم وتدقيق الارتباطات العامة بين أنواع القيم و الكفايات، وكذا الارتباطات العامة بين المقاييس الاجتماعية و الكفايات. كما سكت دفتر التحملات الإطار عن كل ذلك.
    كما لاحظنا عجز أساليب التقويم والامتحان في التعامل عموما مع الجانب الانفعالي/الأخلاقي، وعدم قدرتها قياس ما يحدث في هذا الجانب الشديد التعقيد من شخصية المتعلمين أو على الأقل طرح بدائل لتجاوز صعوبة تقويم هذا الجانب .
    أما على المستوى التنظيمي، فكان على “القيم”، أن تنتظر إلى حدود سنة 2006، حيث أصدرت وزارة التربية الوطنية ، المذكرة الوزارية رقم 88 بتاريخ 05/06/2006، وذلك من أجل إرساء هياكل “مرصد القيم” (مدرسة القيم) ، غير أنه على المستوى الإجرائي، لم يتم تحقيق الأهداف من كل ذلك ، في الوقت الذي تشهد فيه المنظومة التربوية وضعية من التردي الأخلاقي وحالة من التدهور في السلوك على جميع المستويات و تعاني المدرسة المغربية من أشكال العنف والانحلال… الأمر الذي ” يؤكد شبه استقلال للنظام التربوي المغربي عن وظيفته الأخلاقية”.(انظر حجوجي عبد الحكيم ،2011)
    خامسا : وضع برامج التحصين النفسي
    (بعض مكونات الإصلاح السيكولوجي/الأخلاقي)
    كما أننا لم نتمكن من العثور على برنامج متكامل أو إستراتيجية واضحة المعالم للتحصين النفسي للأطفال و الشباب في المغرب وعموما في الدول العربية. وكل ما استطعنا الاطلاع عليه هو جملة من الأدبيات قد تكون مصحوبة بإجراءات وتدابير عملية مشتتة ، على أساس أن هذا البرنامج ينبغي أن يشكل محورا لتمنيع الشخصية وتحصينها ولكل وقاية ممكنة من ظواهر السلوك المضطرب والمنحرف .
    ونعني بالتحصين النفسي ، تربية الناشئة وتكوين شخصيتهم و توجيه أفكارهم بطريقة إيجابية ليكونوا قادرين على الاندماج السليم في متطلبات الحياة و مواكبين في ذات الوقت ، لكل جديد مثمر مع الاحتفاظ بروح الأصالة والثبات على المبادئ وقيم المواطنة .
    كما يراد بالتحصين من حيث برامج العمل، مجموعة الإجراءات والترتيبات التي يُعدّها المسئولون والتربويون ويوجهونها إلى الناشئة لتعزيز ثباتهم أمام التيارات والظواهر التي قد تزعزع قيمهم ومبادئهم وتفقدهم ثقتهم في أنفسهم وتجعلهم أقوياء ضد مسالك الانحراف.
    وهكذا يتضمن مصطلح التحصين النفسي الإجراءات والترتيبات التي تستهدف تقوية شخصية الفرد، الذي أصبح يعيش زخما من المؤثرات السلبية، والذي بات انحرافه خطرا يهدده ويهدد المجتمع بفعل تلك المؤثرات ، وتزدادُ زاويةُ الانحراف اتِّساعًا حين تجدُ شخصية بلا حصانةٍ وفكرًا ضعيفا. .( رمضان محمد القذافي ، 1996 ).
    ويمكن اختصار مقاصد التحصين النفسي وهي في مجملها مستمدة من أهداف التوجيه والإرشاد النفسي ، في الفقرات التالية
    – تحقيق التوافق، أي تناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير حتى يحدث توازن بين الفرد ومجتمعه، وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد في انسجام مع متطلبات المجتمع .
    التوافق الشخصي : أي تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الحاجات العضوية الفطرية والثانوية المكتسبة،
    التوافق الاجتماعي : ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية وقواعد الضبط الاجتماعي والتفاعل والاندماج السليم والعمل لمصلحة الجماعة.
    معرفة النفس : أي أن يعرف الفرد قدراته وإمكاناته وجوانب القوة والضعف في نفسه، فهذا يجعله يحدد مستوى طموحه وفق حقائق واقعية. (سعد الدين العثماني، 2009 ).
    الثقة بالنفس، وهي الإحساس بشعور إيجابي نحو الذات وتقديرها واحترامها. والثقة بالنفس تجعل الإنسان يتصرف بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة، وتخلو حياته النفسية من التوترات والصراعات الداخلية التي تقترن بمشاعر الذنب والقلق.
    ضبط النفس أو ما يسمى بالاتزان الانفعالي ، وهو اكتساب الفرد القدرة على التحكم في التقلبات المزاجية التي يتعرض لها. ( عبد السلام زهران ،1980).
    سادسا : خطط وإجراءات التحصين النفسي
    أو كيف يمكن أن نغير ما بأنفسنا
    نلخص التدابير الأساسية التي نقترحها ، للتحصين النفسي في النقاط التالية :
    1- تقوية الشخصية بترسيخ مفهوم موجب للذات:
    لقد أثبتت معظم الدراسات ان من أهم الأسباب وراء العديد من المشكلات التي تعاني منها المنظومة التربوية في بلادنا ومنها تدني المستوى العلمي والمعرفي لدى التلاميذ وتدني التحصيل الدراسي والفشل الدراسي … ،هو تدني مستوى مفهومهم لذاتهم ومستوى تقديرهم لها ، وأن هذا التدني وراء العديد من المشكلات النفسية والسلوكية لدى الصغار والكبار. والشخص الذي يؤمن بقدرته على الأداء يستطيع أن ينجح، فإحساس الشخص بالقصور عن أداء العمل ينتهي به إلى التخاذل ، ومن ثم فأنه لا يستطيع أن يبذل الجهد المطلوب لإنجاز العمل وحتى إذا هو بذل جهداً أكبر فإنه لا يكون جهداً مشوباً بالتصويب السديد ،بل يأتي جهده مشتتاً.
    والثقة بالنفس تحمي الشخص من التصرفات العدوانية ، والإنسان الواثق بنفسه قادر على اكتساب الخبرات الحياتية ،وتعلم المهارات، فالذكاء وحده لا يكفي في هذه الحالة إذا لم يتواكب مع الثقة بالنفس .
    -1 من الضروري أن يتدرب الوالدان وكذلك المعلمون ، على كيفية التعامل مع سلوك الأطفال وتوجيهه الوجهة المناسبة بما يؤدي إلى توافقهم الشخصي والاجتماعي. وان يتدربوا على ملاحظة سلوك الطفل أثناء ممارسته للنشاط بجوانبه المختلفة من حيث نظرته لنفسه وكيف يتفاعل مع الآخرين..وقد يكون هذا النشاط داخل أسرته وفي منزله ..أو يكون في مدرسته.حيث يتمكنون من تعزيز السلوك الايجابي لدى الطفل ، سواء في الجانب ألتحصيلي او التربوي وتحفيزه ماديا ومعنويا. ..
    -2أن يعملوا ،على تقوية علاقات الطفل بإخوته في المنزل وبأبناء جيرانه وكذلك بزملائه في المدرسة بما يعزز روح المشاركة الايجابية لديه. وعلى تعويده على الاندماج والتفاعل مع الآخرين ومساعدته على تقبل الآخرين دون الميل إلى نقدهم أو التهكم عليهم.
    – 3 تعزيز هوية النجاح لدى الطفل، بما تتسم به من صبر وجد وبذل الجهد وهي تعد من مقومات تقدير الذات المرتفع أو الايجابي .. وتجنب هوية الفشل التي تؤدي إلى نشوء تقدير ذاتي منخفض أو سلبي يؤدي فيما بعد إلى تعثره في حياته الحالية والمستقبلية .
    -4 إعطاء الحرية للطفل في اختيار الأنشطة التي يمارسها و‌إعطائه الحرية في إبداء رأيه في الموضوعات المتعلقة به ، والبيئة المحيطة من حوله لممارسة جو من التشارك في اتخاذ القرار .وإعطاء الفرصة للأطفال للتحدث والتعبير عن مشاعرهم وذاتهم بحرية ودون خوف في مختلف المواقف لتنمية قدرتهم على التعبير الحر عن رأيهم . ‌و السماح للأطفال بسرد ما قاموا به من إنجاز ، وذلك في نهاية كل نشاط على أن يحتفظوا بتلك الأعمال في ملف بورتفوليو Portfolios ( المحفظة التربوية ) خاص بكل طفل ، حتى تكون أداة مساعدة في تقييم مفهوم الذات لكل طفل .مما يساهم في ‌تقوية إحساس الطفل بأهمية ما ينتجه من عمل سواء بمفرده أو مع جماعة حتى يشعر بإمكاناته . (صلاح عبد السميع عبد الرازق ،2006).
    -5 حمايته من تعديات الآخرين، والوقوف بجانبه إذا تعرض لشئ من ذلك، ومن المهم أن يطلب منه التسامح في مقابلة أخطاء الآخرين، مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على ما يكره،. منحه الحب قولاً: بأن يسمع كلمات الحب منك، وفعلاً: بأن يُمازح ويُضم ويُقبل ليشعر بأنه محبوب ومقبول ومُقدر بقيمة عالية .
    -6 أن تبحث عن الأمور التي تتوقع أنه يستطيع إنجازها بنجاح، فتعمل على تكليفه بها، ثم تمدحه عليها.
    -7 أن تُسمع الزوار والأقرباء الثناء عليه بحضوره، مع الحذر من توبيخه أو لومه أمامهم.
    2 : تقوية الشخصية بالتربية على القيم:
    القيم هي مكونات نفسية مكتسبة لتوجيه التفكير والسلوك لدى الفرد، وهي تنبع من التجربة الاجتماعية وتتوحد بها الشخصية، وهي عنصر مشترك في تكوين البناء الاجتماعي والشخصية الفردية يعمل على توجيه رغباته واتجاهاته ، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض.
    إن التربية في جوهرها عملية قيمية و إن أهم ناتج التربية هو أن تتخذ لها مجموعة من القيم البناءة الدائمة التي تخضع لها الجماعة وتنتظم حولها حياتها ، فالشخص المتعلم الذي لا توجه معارفه و قدراته نحو أهداف قيمية يتخذها لنفسه ، يصبح خطرا على نفسه وعلى المجتمع على حد سواء . ومن الملاحظ إن عملية البناء القيمي ليست مسئولية مؤسسة اجتماعية بعينها أو منهج دراسي بعينه ولكنها مسئولية كل من له علاقة بعملية التربية . (الجوير إبراهيم، 1419).
    إذن لا بد في إطار برنامجنا التحصيني من إعادة الاعتبار للتربية الأخلاقية وضرورة صياغة ثقافة ترتكز أولوياتها على القيم ، هذه التربية القيمية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
    – الحرص على إكساب الأطفال والمراهقين سمات و عادات شخصية مرغوب فيها ، مثل : الصدق والأمانة و التعاون و مساعدة الآخرين.
    -الحرص على الارتباط بالقيم المتصلة بالمجتمع و بالوطن و تاريخه ومقدساته ، مثل الانتماء و الالتزام و التضحية و تقدير العمل والإخلاص فيه ومعرفة الخصائص المميزة لثقافة المجتمع وتراثه .
    -ترسيخ القيم الكونية ، مثل : احترام حقوق الإنسان و رفض فكرة الاحتلال وترسيخ التعاون و الحوار و التسامح و تقدير أهمية الشرعية الدولية و المبادئ و المواثيق التي صادقت عليها الأمم . ( محمد الدريج ،2004 ).
    سابعا : ضرورة الاهتمام بالتربية الوالدية
    نقصد بالتربية الوالدية مختلف البرامج التي تسعى إلى تكوين الوالدين و الأسرة على أساليب وتقنيات العناية السليمة بالأطفال وطرق تربيتهم وتحصينهم النفسي.
    على أننا نلاحظ غيابا لهذا المفهوم لدينا .ثم إننا لا نعرف كثيرا ما يحدث في الأسر وليس هناك سواء على مستوى التشريع أو المعاملات أو برامج النشاط الجمعوي …ما يمكننا من التدخل في ممارسات و أساليب الآباء و الأمهات و في التنشئة الاجتماعية للأبناء.
    إذن غياب التدريب على تربية الأبناء إما في شكل تدخل منفصل أو مكون من بين برنامج شامل ومتعدد الخدمات للوقاية يستهدف الأطفال والشباب عموما و المعرض منهم للخطر على وجه الخصوص. (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ،2000 ).
    وبالتالي غياب برامج التدريب في إطار التربية الوالدية وغياب الزيارات المنزلية التي تستهدف إما الأسر التي لديها أطفال صغار، أو العلاج الأسرى والزوجي الذي يستهدف الأسر التي لديها أطفال في سن أكبر .
    وبالنسبة لبرامج الزيارات المنزلية كما هي سائدة في العديد من المجتمعات ،فهي جزء من برامج تطوير الطفولة ، حيث يذهب المرشدون (النفسيون –الاجتماعيون) والمرشدات إلى منزل الأسرة سواء العادية أو المعرضة للخطر، بهدف تدريبها وتقديم المشورة والقيام بالمتابعة. ويتمثل الهدف العام من هذه البرامج في تشجيع تطور الطفل الصحي وذلك من خلال تغيير مواقف الوالدين ومعلوماتهما و/أو سلوكهما. كما تشمل الأهداف العامة الأخرى منع الإساءة إلى الطفل وإهماله وتحسين حياة الوالدين عن طريق توفير المساعدة في مجال الحصول على وظيفة والتشجيع على استكمال الدراسة أو تأخير الحمل. وتتجه معظم البرامج نحو تمكين الوالدين بتوفير المهارات والموارد المطلوبة من أجل تربية المراهقين وفي نفس الوقت تمكين الشباب حتى يتسنى لهم التعامل والتأقلم مع مشاكل الأسرة والأقران والمدرسة والحي السكني. وينصب اهتمام هذه البرامج على تغيير الأنماط غير القادرة على التأقلم أو الفاشلة والمتعلقة بالتفاعل والتواصل داخل الأسرة بما في ذلك السلوك السلبي في تربية الأبناء والذي يعد من أهم عوامل الخطر المسببة لعنف الشباب. (شرف عبد المجيد، 1985).
    ومن هنا فإن التدريب على تربية الأبناء يجعل للوالدين دوراً إيجابياً في نمو وتطور الأبناء وذلك من خلال تزويد الآباء والأمهات بالمعلومات المتعلقة بصحة الأبناء والتغذية والاحتياجات التنموية علاوة على كيفية تفسير سلوك المولود أو الطفل الصغير.( محمد حمدي الحجار، 1999).
    النتائج المتوقعة من التربية الوالدية
    – تحسن مهارات تربية الأطفال.
    – زيادة المساواة بين الجنسين (والتشبع بمبادئ مقاربة النوع).
    – ارتفاع مستوى الكفاءة الذاتية بين الوالدين.
    – تحسن العلاقة التي تربط الوالدين بالطفل.
    – زيادة مشاركة الوالدين في رعاية الأطفال.
    – انخفاض كم الإساءة للأطفال وإهمالهم.
    – قلة عدد المواليد أو توسيع الفترة الفاصلة بين الطفل الأول والثاني
    – انخفاض السلوك المنحرف والعنيف بين التلاميذ.
    – تراجع في مظاهر الاضطراب في السلوك ( التدخين وتعاطي المخدرات بين الأحداث).
    طرق و استراتيجيات في التربية الوالدية:
    وكملخص للاستراتيجيات والطرق المتبعة في تلك البرامج وعموما في التربية الوالدية الهادفة للتحصين النفسي للأطفال والشباب ، نذكر :
    – ضرورة بداية برامج التربية الوالدية ، في وقت مبكر بقدر الإمكان (تدريب الوالدين حتى قبل ولادة الأطفال).
    – تدريب الوالدين أو من يحل محلهم في رعاية الأطفال على الأساليب التربوية الإيجابية ،فضلا على الممارسات الصحية والتغذية السليمة.
    – تشجيع عقد الاجتماعات الأسرية الأسبوعية بإشراف المساعدين النفسيين والاجتماعيين ، بهدف تغيير ديناميات الأسرة الداخلية وأنماط التواصل على أن تصمم الاجتماعات حسب أنواع المخاطر التي تواجهها الأسرة ومرحلة النمو التي يمر بها الأطفال والشباب وأولياء الأمور المستهدفين.
    – مراعاة السياق الاجتماعي لعملية تربية الأبناء وذلك حتى يمكن زيادة احتمالات تغيير السلوك.
    – القيام بالزيارات المنزلية المتكررة والثابتة لأن قلة عدد الزيارات يحول دون تشكيل العلاقات بين الفرد الذي يقوم بالزيارات المنزلية والأب أو الأم كما ينتج عنه ضعف مستوى تنفيذ منهج البرنامج.
    – تشغيل البرامج على مدى العام بدلاً من قصرها على العام الدراسي فقط حتى يتسنى الحد من عدد الأسر التي تتسرب من البرنامج.
    – الاهتمام بإشراك الوالدين في أكبر عدد من أنشطة البرنامج بقدر الإمكان مع مراعاة ظروف عملهم وجداولهم الزمنية.
    – الحرص على تعيين الأفراد العاملين(المساعدين) المتميزين بالشخصية القوية والمرونة والمهارات و الكفايات التي تساعد على إنشاء علاقات إيجابية مع الأسر، وفي نفس الوقت تمتلك الكفايات التنظيمية اللازمة لتنفيذ منهاج الزيارات المنزلية و الكفايات المتعلقة بحل المشاكل حتى يتسنى لهم تناول أي من القضايا التي تثيرها الأسر في حينه، علاوة على القدرات المعرفية التي تمكنهم من دراسة وتنفيذ البرنامج.
    – تدريب العناصر (المساعدين والمرشدين …) المسئولة عن القيام بالزيارات المنزلية تدريباً منظما حتى يتمكنوا من تنفيذ المنهج بالشكل المطلوب، وتوفير الدعم المستمر الذي يهدف إلى تفادى و/أو خفض معدل تغير العناصر العاملة.
    – إنشاء الشراكات مع خدمات المجتمع الأخرى (مثل التعليم والخدمات الصحية ورعاية الأطفال) المتميزة بجودتها ، بحيث يتسنى لبرامج الزيارات المنزلية أن تعود بأقصى حد ممكن من الأثر.
    ثامنا :الأسرة والمدرسة ودورهما في التحصين النفسي
    التنشئة الاجتماعية والتي تشكل مجالا نفسيا – اجتماعيا هاما في مقترحنا لبرنامج للتحصين النفسي للأطفال وللشباب،هي مسؤولية مشتركة للعديد من المؤسسات. لان الفرد في أي مجتمع له عدة من العلاقات والتفاعلات ، فهو أحد أعضاء أسرة وهو تلميذ في مدرسة وعضو في نادي أو جمعية وعامل لمصنع ومشاهد للتلفزيون… ومن الطبيعي أن يتأثر ويتعلم نتيجة انتمائه لهذه المؤسسات وارتيادها.
    أولا :الأسرة: الأسرة هي أول و أهم وأقوى الجماعات تأثيرا في التنشئة الاجتماعية للطفل،والتي تعمل على تشكيل سلوكه الاجتماعي وبناء شخصيته.فالأسرة هي التي تهذبه وتجعل سلوكه مقبولا اجتماعيا،وهي التي تغرس في نفسه القيم والاتجاهات التي يرتضيها المجتمع ويتقبلها. ( حدية المصطفى، 2006)
    وعادة ما تنشط الأسرة من خلال متغيرات تؤثر في تربية الطفل ، كنوع العلاقة بين الوالدين واتجاهاتهما نحو الطفل وأسلوبهما في العناية به وتربيته والعلاقة بين الإخوة والمكانة الاجتماعية للأسرة ومستواها التعليمي والثقافي … وتؤكد ملاحظاتنا ما يتفق عليه كل الباحثين في هذا المجال ، بأن بنية الأسرة وطبيعة العلاقات السائدة داخلها ، عامل أساسي في تحديد نمط التنشئة الاجتماعية، كعلاقة الأب والأم ( انسجام ، طلاق ، تفاوت …) علاقة الوالدين بالأبناء (مستبدة ، قاسية، متفتحة، مرنة …) علاقة الإخوة فيما بينهم (ودية، عدوانية ، نفور، كراهية …) . كما أن علاقة الأسرة بالعالم الخارجي لها أثرها الكبير في التنشئة ، وكذلك الأنماط الثقافية والمعرفية و التقاليد والطقوس السائدة داخل الأسرة.
    ونحن نعتقد أن أساليب التنشئة السائدة مبدئيا في الأسر”السليمة” ، والتي يجب إبلاؤها العناية الكافية في أي برنامج تحصيني ، تقوم على العديد من الأساليب التربوية ، من أهمها :
    –الملاحظة والتقليد والمشاركة ؛
    – القدوة ؛
    – الثواب والعقاب ؛
    –الاستجابة لتساؤلات الطفل ؛
    – الوضعيات المربية .
    إن الأسرة بإمكانها أن تحصن المجتمع ضد التدهور النفسي /التربوي و السلوك المنحرف . لكن ذلك لا يستقيم دون دعم مادي ومعنوي من جميع الجهات الرسمية (وزارة التربية الوطنية والوزارات المعنية بشؤون الأسرة …) والجمعوية … دعم يساهم في الرفع من مستواها الاقتصادي والتعليمي وتمكينها من آليات أداء مهام التكوين والتحصين. فلا يمكن التوقع من أسرة غير مطمئنة على قوتها اليومي وسكنها والمفتقرة للحد الأدنى من التأهيل التعليمي والثقافي ،أسرة جاهلة بأمور التربية وأساسياتها ، نقول لا يمكن لهذه الأسرة أن تقدم نموذج المواطن الأمثل لأبنائها. (شكور جليل وديع، 1998).
    ثانيا: المدرسة:
    المدرسة إلى جانب الأسرة ، إحدى أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، حيث تعمل على تلقين المعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل و تسعى إلى تحقيق نمو التلميذ جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا، و إعداده بشكل يؤهله ليندمج وتربيته على الكفايات والمعايير والاتجاهات والقيم ، التي و يرتضيها المجتمع .
    مهمة المدرسة إذن ، مكمّلة لوظيفة الأسرة، بعملها على تنمية الاتجاهات والقيم المرغوبة التي تكونت أصلاً في البيت. فمن خلال الدروس والواجبات ومن خلال حصص التعليم وبرامجه وما يوازيها من أنشطة تربوية،والانخراط في العمل الجماعي سواء في الأقسام أو داخل الأندية التربوية وحصص التربية البدنية والتدبير الذاتي لجماعة التلاميذ…يتعلم التلميذ احترام القوانين والحق والواجب والمسؤولية…ثم إن المدرسة بانفتاحها على محيطها الاجتماعي وبتوفيرها الإمكانيات والوسائل التربوية والمادية والتجهيزية الضرورية (أطر مؤهلة ،مكتبات،أندية،وسائل تعليمية ، ملاعب …)؛تساهم بقدر وفير في إشباع حاجيات المتعلم النفسية والاجتماعية والمعرفية. ( البكر فوزيه، 2005).
    لذلك يكون من الضروري أن توفر الدولة جميع احتياجات المدرسة من مباني ملائمة وربطها بشبكة الماء والكهرباء وبشبكة الانترنيت وتجهيزها بالكتب والأدوات التعليمية والحواسب… وتوفير البيئة المدرسية الآمنة و البناءة والخالية من أسباب الاحتقان والصراع وتأهيل الإدارة الكفيلة بالرفع من الدفاعية لدى المدرسين وعموم العاملين بالمدرسة وتوظيف التكنولوجيا في التدبير الإداري وتشجيع العمل الجماعي واستثمار كل المبادرات واستخدام كل الأدوات المتاحة لتحسين أدائها مما ينعكس إيجابا على تعلم روادها .
    وتحتاج العملية التربوية – التعليمية في المدارس وداخل الأقسام (الفصول) ،إلى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي و احترام التلميذ كفرد وكعضو في جماعة القسم ؛ بما يتيح فرص نمو شخصيته من كافة جوانبها بشكل سليم ويحقق جودة العملية التعليمية. ولتحقيق كل ذلك نقترح توجيه الاهتمام إلى ما يلي:
    * إثارة الدافعية وتشجيع الرغبة في التحصيل واستخدام الثواب والتعزيز بدل العقاب والتأنيب ، وجعل من الخبرة التربوية التي يعيشها التلاميذ في وضعيات حياتهم اليومية وضعيات/إشكالية تصلح كنماذج لترسيخ التعلمات لديهم.. مما يمكن أكبر عدد منهم من التفوق ويجنبهم الرسوب الدراسي وما يصاحبه من مشاعر الفشل ومن تكرار للأقسام والانقطاع المبكر عن الدراسة (الهدر المدرسي)، والذي عادة ما يرتبط كما أسلفنا بظواهر الانحراف.
    * العناية بالفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين وعلى المتوسطين والضعاف ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم و وتيرتهم في التعلم.
    * إعطاء كم مناسب من المعلومات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية ، تفيد في معرفة التلميذ لذاته ولبيئته وفي تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية وتلقي الضوء على مشكلاته وتدريبه على كيفية حلها.
    * توجيه التلاميذ إلى طريقة الاستذكار والتحصيل السليم والمراجعة بأفضل التقنيات والأساليب ، حتى يحققوا أكبر درجة ممكنة من النجاح .
    وقد خلصت لجنة “دور التعليم” في “المؤتمر العربي الرفيع المستوى لحماية النشء من المخدرات“، والذي نظمه المجلس القومي للأسرة والأمومة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،الذي عقد خلال الفترة من 12-14 يونيو 2005 بالقاهرة ، إلى جملة من التوصيات نورد أهمها فيما يلي :
    1 – تبني أساليب متطورة في التعليم النشط للنشء بالمدارس، ابتداء من المراحل العمرية المبكرة، وتضمينها الأساليب الصحية للحياة ومواجهة المشاكل الحياتية المختلفة بالإضافة إلى أساليب الاتصال والإقناع .
    2- تطبيق إستراتيجية من نظير إلى نظير. و إنشاء الجماعات الطلابية داخل المدارس وتدريبها لتلعب دورا إيجابيا في توعية الأقران.
    3- أهمية تدريب المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين على التعامل مع الأسر.
    4- صياغة قوانين ولوائح تنفيذية تساعد إدارات المدارس على التعامل مع مشكلات التلاميذ وحالات الاكتشاف المبكر للسلوك المنحرف . إنشاء مراكز للنصح والإصغاء والمشورة للتلاميذ مع تفعيل دور الموجهين و الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين داخل المدارس.
    5- تشجيع الأفكار الإبتكارية ورعاية التلاميذ من خلال نشاطات مفيدة في كافة المجالات .
    6- الاهتمام بدور نوادي التلاميذ واتحادات الطلاب وتشجيعهم وإشراكهم في كافة القرارات المدرسية وتنمية انتمائهم لأوطانهم .
    7- إنشاء إدارة متخصصة للتربية الوالدية في وزارة التربية الوطنية ..
    8-التواصل ليس فقط بين المدرسة والأسرة بل بينهما ومؤسسات المجتمع المحلي كالجمعيات والأندية الرياضية ودور الشباب ومراكز الثقافة والمكتبات العمومية والمساجد والمراكز الصحية … بما يكفل تنسيق جهود التحصين النفسي لجميع هذه المؤسسات.
    9-إعداد أدلة للتوعية تستهدف المعلم والأخصائي النفسي -الاجتماعي والتلاميذ وأولياء الأمور.
    تاسعا :نماذج وتجارب
    في التربية الوالدية والتحصين النفسي للتلاميذ
    نستعرض فيما يلي أمثلة عن برامج للتربية الوالدية والتحصين النفسي للتلاميذ ، يمكن استلهامها في تطوير برنامج متكامل في إطار مشروعنا للإصلاح السيكولوجي/الأخلاقي :
    1 ) برنامج شراكة الممرضة والأسرة في الولايات المتحدة :
    تعد شراكة الممرضة والأسرة إحدى البرامج الناجحة في الولايات المتحدة التي تعمل بنظام زيارات الممرضات المنزلية. يعمل البرنامج على تدريب الوالدين على كيفية توفير الرعاية المسئولة والفعالة ورفع مستوى اكتفائهم الذاتي وذلك من خلال توفير المشورة لهم في مجالات مثل تنظيم الأسرة والتعليم والتوظيف. وأوضحت الدراسات نجاح البرنامج في تحقيق انخفاض بنسبة 79% في الإساءة للأطفال وإهمالهم، وتراجع بنسبة 56% في هروب الأطفال من المنزل، وانخفاض بنسبة 56% في القبض على الأطفال وفي تناولهم المشروبات الكحولية. كما أسفر البرنامج عن آثار إيجابية على الأمهات تمثلت في انخفاض الولادات المتتالية بنسبة 31% وتراجع بنسبة 44% في مشاكل سلوك الأمهات و9% انخفاض في القبض على الأمهات. ( انظر جومبي، دي، بي. كولروس وآر. بيرمان “الزيارات المنزلية : تقييمات حديثة للبرامج – تحليل وتوصيات”. مستقبل الأطفال 1999. )
    2 ) برنامج سلسلة السنوات العجيبة المنفذ في الولايات المتحدة، يتضمن منهجاً تنموياً شاملاً للوالدين والمعلمين والأطفال مصمماً بهدف منع وخفض وعلاج المشاكل السلوكية والعاطفية عند الأطفال. وقد أوضح تقييم البرنامج ارتفاع مستوى مهارات تربية الأطفال الإيجابية (مثل اتجاه الوالدين نحو إعطاء المزيد من المدح وتقليل توجيه النقد) وزيادة استعانة الوالدين بالأساليب الفعالة في وضع الحدود اللازمة للأطفال، وتقليل اكتئاب الوالدين مع ارتفاع في ثقة الوالدين بالنفس، وأيضاً زيادة في مستوى التواصل الأسرى الإيجابي وحل المشاكل وانخفاض عدد المشاكل السلوكية في تعامل الأطفال مع الوالدين. (انظر. “الشباب: الاختيارات والتغيير. تشجيع السلوكيات الصحية بين المراهقين”. النشرة العلمية والفنية رقم 594. منظمة صحة الدول الأمريكية ،2005 واشنطن ).
    3) برنامج أسلوب تربية الأبناء الإيجابي المنفذ في استراليا : هو تدخل يستهدف سلوك الأسرة ومصمم بغرض تطوير مهارات عملية تربية الأبناء والسلوك، وقد ثبتت فعالية البرنامج في خفض المشاكل المتعلقة بسلوكيات الأطفال وتحسين مهارات وقدرات أسلوب التربية بالإضافة إلى خفض حجم الخلافات التي تنشأ بين الوالدين بسبب أسلوب التربية (في الرابط : (http://www.triplep-america.com4) الدراسة الطولية في مونتريال والتي يطلق عليها أيضاً اسم برنامج العلاج الوقائي ، فقد صممت بهدف خفض السلوك غير الاجتماعي بين الأطفال الذين ينتمون للأسر منخفضة الدخل. وحتى يحقق البرنامج الهدف اعتمد على الدمج بين التدريب على تربية الأبناء والتدريب الفردي في المدارس على المهارات الاجتماعية. وأظهرت التقييمات التي أجريت على البرنامج الآثار الإيجابية على النتائج الأكاديمية وعلى تجنب الاشتراك في العصابات مع انخفاض تعاطي المخدرات والخمور وانخفاض الانحرافات بين المشاركين في البرنامج.(عن “اتجاهات الأطفال ، بحث في العلوم الاجتماعية عن العاملين في خدمة الأطفال والشباب. دليل للبرامج الفعالة للأطفال والشباب”. يمكن الاطلاع عليه في:
    www.childtrends.org/…/…/TripleP-PositiveParentingProgram.htm5) برنامج تثقيف الأم والطفل المنفذ في تركيا والذي عمل على توفير المعلومات والتدريب في مرحلة مبكرة للأطفال وفي نفس الوقت دعم الأمهات قد أسفر عن آثار إيجابية على الأطفال والأمهات على المدى القصير مثل زيادة حجم المعرفة المكتسبة بالنسبة للأطفال، والمدى البعيد مثل ارتفاع مستوى التحصيل العلمي وانخفاض مستوى الانحراف بين الأطفال.(انظر الرابط :
    siteresources.worldbank.org/INTCY/…/SYARcorepoli_Arabic.doc)
    6) برنامج “المدرسة تحمي المجتمع بالسعودية” وهو مشروع وطني شامل يستهدف وقاية الشباب من المخدرات بالتعليم الوقائي، نظرا لأهمية المدرسة في بناء الشخصية وتنمية مكونات الفكر لدى الفئة الأكثر تعرضاً لخطر المخدرات. ويرتكز على مبدأ تغيير اتجاه التلاميذ نحو السلوك الرافض للمخدرات من خلال الاهتمام بالبيئة الاسرية والتعليمية المتكاملة وإدراج مفاهيم ومفردات تربوية -تعليمية لتوعيتهم بأضرار المخدرات في مراحل التعليم ، وإعداد برامج وحقائب تدريبية لتأهيل فرق عمل فاعلة في برامج التوعية الوقائية. كما يعتمد برنامج التعليم الوقائي على تعزيز قيم ومبادئ ذات أبعاد دينية ووطنية واجتماعية تهدف إلى بناء منظومة سلوكية لتنمية الرادع الذاتي لدى الطلاب والطالبات. (عن ” الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية” والمقدمة من لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى بالسعودية ، سنة 2007)
    خـاتـمـة
    لعل أهم ما يمكن استنتاجه من هذه الدراسة ،هو أن السياسات الوقائية وحملات الصحة النفسية وبرامج التحصين النفسي لا ينبغي أن تركّز اهتمامها على اضطرابات الصحة النفسية فحسب، بل ينبغي لها الاهتمام أيضا وربما بالدرجة الأولى ، بالقضايا الواسعة النطاق المتعلقة بتحصين المجتمع ككل في جميع الجوانب وضد مختلف التحديات وحتي يكون في مستوى الانخراط الفعلي في مختلف برامج الإصلاح وفي مقدمتها إصلاح التعليم. ثم تعزيز بموازاة ذلك، الصحة النفسية ونشر برامج التحصين النفسي ، والعمل على تبسيطها وتقريبها من مدارك الأسر (في إطار التربية الوالدية) وربطها باهتماماتهم وانشغالاتهم اليومية.
    إذن الاهتمام وبشكل مواز، بالقضايا والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، فضلاً عن قضايا السلوكيات. الأمر الذي يتطلب دمج مسألة تعزيز الصحة النفسية في السياسات والبرامج على مستوى الحكومة والقطاعات الأخرى، بما في ذلك التعليم وأجهزة الأمن والعدالة والبيئة والإسكان والرعاية الاجتماعية وكذلك قطاع الصحة وبطبيعة الحال في مجالات التكوين المهني والشغل.
    كما نستنتج أن الجهات التي ينبغي أن تتحمل مسؤولياتها في الوقاية والتمنيع بالإضافة إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتي فصلنا الحديث عنها ، الجهات المعنية بالتشريع وبوضع القوانين( الحكومة والبرلمان ) وبالتخطيط واتخاذ القرارات على المستويين المحلي والوطني،والتي ينبغي أن تؤثّر في تحصين المجتمع برمته ونشر الصحة النفسية بين جميع أفراده ونشر التربية الوالدية ،على مختلف المستويات وبمختلف الأساليب. مع ضرورة العمل على تضافر جهود تلك الجهات الرسمية وبقية مكونات المجتمع التي تتحمل بشكل مباشر أو غير مباشر، مسؤولية وقاية الأفراد والمجتمع من مختلف أشكال الاضطراب و الانحراف . لذلك لابد من الإلحاح في أي مشروع للتحصين النفسي ، على الحديث عن برنامج متكامل وشامل لتحصين الأطفال والشباب وحمايتهم .
    وأخيرا، يصعب الحديث عن أية مقاربة تحصينية وعن أية سياسة وقائية أو علاجية في غياب الإقدام على إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة وصياغة مشاريع قادرة على مواجهة ظواهر الفقر ومختلف اشكال الهشاشة و العولمة المتوحشة ؛ ورسم إصلاحات قادرة على توحيد الجهود واستثمار الطاقات وتمكينها من إنجاز قراءة جديدة لرسالة المجتمع وتوظيفها في تنشئة الأفراد وتأهيلهم وتفعيل إمكانياتهم ر للاندماج في المجتمع والمساهمة في تطويره . وهذا من مسؤوليات الحكومات و مؤسسات التربية و التنشئة الاجتماعية على وجه الخصوص وهي :الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام و الجمعيات والنقابات والأحزاب والإدارة والأمن والقضاء و فضاءات الوقت الحر والترفيه والتثقيف والرياضة….
    المراجع
    – أحرشاو الغالي ،1988 ، “بعض ملامح المنظومة التربوية العربية الحديثة، مجلة علوم التربية، العدد 2 ، فبراير 1988.
    – بحير سعيد ،2012:”التحليل السيكولوجي للذات السياسية”، سلسلة الاستشارات السيكلوجية والمساعدة التربوية ، الكتاب الثالث ،2012،الرباط .
    – بن مانع سعيد، 1410 هـ: “الأسرة: كيفية دراستها وحل مشاكلها”، مطابع الصفا بمكة.
    – البكر فوزيه 2005:” مدرستي صندوق مغلق : أحدث التيارات المعاصرة في مجال اجتماعيات التربية”، مكتبة الرشد ، الرياض.
    – جومبي، دي، بي. كولروس وآر. بيرمان 1999. “الزيارات المنزلية: تقييمات حديثة للبرامج – تحليل وتوصيات”. مستقبل الأطفال .
    – الجوير إبراهيم، 1419 هـ: “التنشئة الاجتماعية”، ورقة بحث معدة بمناسبة أسبوع الجامعات السعودية – المغربية، وزارة التعليم العالي. الرباط.
    – الحجار محمد حمدي ، 1999 ،”الوالدية الفعالة الناجحة “( عالج مشكلاتك النفسية بنفسك) استشاري العلاج النفسي السلوكي – دمشق.
    – حجوجي عبد الحكيم (2011) :”التعليم بالمغرب وإشكالية القيم “، موقع “منتديات العدل و الإحسان “www.aljamaa.info– حدية المصطفى ، 2006 : “التنشئة الاجتماعية بالوسط الحضري بالمغرب”،ترجمة محمد بن الشيخ،منشورات مطبعة Maroc net الرباط.
    – الدريج محمد وعبد الوهاب النحاس،2002 :”واقع مراكز حماية الطفولة في المغرب، دراسة تقويمية” ،وزارة الشبيبة والرياضة – واليونسيف ،الرباط.
    – الدريج محمد ،2003 ،” الكفايات في الكتاب الأبيض: غموض في المفاهيم و غياب النموذج”،جريدة الأحداث المغربية عدد 1775 بتاريخ 8/12/2003 ،الدار البيضاء.
    – الدريج محمد ، 2004 : ” التدريس الهادف ” ، دار الكتاب الجامعي ، العين ،الإمارات العربية المتحدة.
    – الدريج محمد، 2005: “تطوير مناهج التعليم: معايير علمية، متطلبات الواقع أم ضغوط خارجية” ، سلسلة المعرفة للجميع، العدد32، الرباط.
    الربايعة أحمد، 1404هـ: ” أثر الثقافة والمجتمع في دفع الفرد إلى ارتكاب الجريمة”، دار النشر بالمركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض.
    – زنيبر عمر 2010 : “تدخل أمام الدورة ال53 للجنة مكافحة المخدرات التي انعقدت بفيينا حول موضوع «التعاون الاقليمي والدولي» ( جريدة العلم – عدد 11-03- 2010 ).
    – زهران عبد السلام ،1980:” التوجيه و الإرشاد النفسي” ، عالم الكتب ط2 القاهرة.
    – القذافي رمضان محمد، 1996: “التوجيه و الإرشاد النفسي”، المكتب الجامعي الحديث ط1 . الأسكندرية.
    -الطيب، أموراق،1991 ، “أسلوب معاملة الطفل بين الأسرة والمدرسة وعلاقته بتوافقه الدراسي” أطروحة دبلوم الدراسات العليا، غير منشورة ، كلية الآداب، فاس.
    – لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى بالسعودية ، 2007، :” الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية” ، الرياض .
    – لمساوري سيدي أحمد ،2008 :”أسباب تعاطي المخدرات ونتائجها “،مطبعة السليكي طنجة ، المغرب.
    – ليلى علي، 1995: “الشباب في مجتمع متغير: تأملات في ظواهر الأحياء والعنف”، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية.
    – كداي عبد اللطيف 2006:” الطفل والإعلام “، سلسلة المعرفة للجميع ،عدد 33 يوليوز2006 الرباط
    – مايسة جمعة ، : 2007 ” تعاطي المخدرات بين مشاعر المشقة وتقدير الذات “،الدار العربية للكتاب ،القاهرة .
    – المجلس القومي للأسرة والأمومة ، 2005: ” المؤتمر العربي الرفيع المستوى لحماية النشء من المخدرات”، والذي نظمه المجلس بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، خلال الفترة من 12-14 يونيو 2005 بالقاهرة.
    – محسن مصطفى ،2012 ،”منظومة التربية مريضة وأطباؤها في حاجة إلى العلاج”
    مداخلة في الندوة التي نظمتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، في المدرسة العليا للسياحة والفندقة في المحمدية، حول موضوع “الحق في التعلم ومبدأ تكافؤ الفرص في منظومة التربية والتكوين”، نشرت في “المساء”، يوم 24 – 10 – 2012.
    –المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ،2000 ،”التربية الوالدية في العالم الإسلامي”، منشورات المنظمة ، الرباط.
    – منظمة صحة الدول الأمريكية ، 2005 : “الشباب: الاختيارات والتغيير. تشجيع السلوكيات الصحية بين المراهقين”. النشرة العلمية والفنية رقم 594. واشنطن.
    –الصمدي خالد ، 2003 : “القيم الإسلامية في المناهج الدراسية”، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة.
    -عبد الرازق صلاح عبد السميع،2006:” البناء النفسي والوجداني للطفل: البعد الغائب في مناهج التعليم بالعالم العربي “. في تقديمه لأشغال المؤتمر العلمي بعنوان ( التربية الوجدانية للطفل ) المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006.
    – العثماني سعد الدين، 2009 :”معايير الصحة النفسية “جريدة المساء”،العدد 966 الخميس 29 اكتوبر 2009 الدار البيضاء – المغرب.
    – العروي عبد الله ،2012 : درس جامعي افتتاحي عنوانه “المؤرخ والقاضي” الخميس 11 أكتوبر 2012 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك بالدار البيضاء .
    – العلــوي عبد الله أبو أيــاد 2009.:” الأطفـــال ومتطلبات التحصـين ضد التصرفات الانحرافيــة” ـ ملاحظات أوليــة، بحث أنجز بالمعهد الملكي لتكوين اطر الشباب ، الرباط .
    -شكور جليل وديع، 1998: “أمراض المجتمع: الأسباب، الأصناف، التفسير
    الوقاية والعلاج”، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى، بيروت.
    – شرف عبد المجيد ، 1985،” القيم الأسرية وأثرها على بعض الاتجاهات الوالدية نحو الطفل”،
    رسالة جامعية غير منشورة ، كلية الآداب، فاس.
    – الشرقاوي مريم محمد إبراهيم، 2000:” أساليب تعزيز الهوية في مواجهة الهيمنة الثقافية” ، رؤية معاصرة لإدارة التعليم” . ضمن أبحاث مؤتمر التربية والتعددية الثقافية مع مطلع الألفية الثالثة ، دار الفكر العربي ، القاهرة .
    – وزارة التربية والتعليم، 1429 هـ:”التحصين ودور المربين “، تعليم البنات وكالة التعليم، الإدارة العامة للتوعية الإسلامية – الرياض.
    – وزارة التربية الوطنية ، 2002 ، “الكتاب الأبيض ” الجزء الأول : الاختيارات والتوجهات التربوية العامة المعتمدة في مراجعة المناهج التربوية، إعداد : لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي و ألتأهيلي، الرباط.
    كما يمكن مراجعة الروابط التالية:
    – بخصوص “اتجاهات الأطفال – بحث في العلوم الاجتماعية عن العاملين في خدمة الأطفال والشباب. “دليل للبرامج الفعالة للأطفال والشباب”. يمكن الاطلاع عليه في:
    http://www.childtrends.org/…/TripleP-PositiveParentingProgr…– وحول تقرير عن العنف بين الشباب، جامعة كولورادو في بولدر، مخطط لمنع العنف،http://www.colorado.edu/cspv/blueprints، وزارة العدل الأمريكية، ديسمبر 2000، نشرة قضاء الأحداث/مكتب قضاء الأحداث ومنع الانحراف/ مكتب برامج العدالة.
    – وأيضا :siteresources.worldbank.org/INTCY/…/SYARcorepoli_Arabic.doc
    http://www.triplep-america.com


    إلى الأعلى